في مسعى لاحتواء تداعيات حذف حقيبة "كتابة الدولة المكلفة بالماء" من التشكيلة الحكومية والتي أزمت العلاقة بين قيادة حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية، تحرك اخوان العثماني لجبر خواطر رفاق بنعبد الله خاصة أن المكتب السياسي للتقدم والاشتراكية طالب العثماني بتقديم توضيحات شافية حول الموضوع ورمى الكرة في مرمى برلمان الحزب للحسم في بقائه في الحكومة ومصير التحالف بين الحزبين . فبعد اللقاء الذي جمع بنعبد الله والعثماني قبيل اعفاء شرفات أفيلال من الحكومة, قام وفد عن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية برئاسة سعد الدين العثماني مساء أمس الخميس (13 شتنبر) بزيارة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في مقر اقامته، رفقة كل من مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة، وجامع المعتصم رئيس ديوان العثماني. وكان في استقبال العثماني وإخوانه، كل من محمد نبيل بنعبد الله، و عبد الواحد سهيل، وخالد الناصري. وهي الزيارة التي وصفت بالودية , وتم فيه تباحث آفاق علاقة التعاون والشراكة بين الحزبين. الزيارة التي جاءت بمبادرة من العثماني، سعى من خلالها هذا الأخير لاحتواء الأزمة مع حليف حزبه منذ حكومة عبد الاله ابن كيران الأولى, خاصة أن المكتب السياسي لحزب الكتاب رمى الكرة في مرمى اللجنة المركزية برلمان الحزب لاتخاد قرار في علاقة الحزب اليساري وحليفه الاسلامي، وذلك في اجتماع يعقد يوم 22 شتنبر الجاري من أجل "تدقيق تحاليل الحزب واتخاذ الموقف الذي تتطلبه المرحلة". كما ورد في بلاغ اجتماع المكتب السياسي الأخير. تحرك العثماني أملاه حالة الاستياء داخل قيادة حزب الكتاب, وهو ما ظهر جليا في نبرة بلاغ اجتماع مكتبه السياسي لحزب الكتاب ليوم الاثنين 10 شتنبر الجاري والظي أكد فيه أن العثماني لم يتجاوب مع "ما طالب به الحزب من ضرورة تقديم توضيحات شافية ومبررات مقنعة للمقترح الذي قدمه رئيس الحكومة، بخصوص حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء من هيكلة الحكومة". وينضاف الى ذلك تعالي أصوات تنادي بالانسحاب من الحكومة كما هو الحال بالنسبة لمجلس الرئاسة (هيئة عليا استشارية للحزب) الذي طالب وبالإجماع، في رسالة وجهها للمكتب السياسي، بالانسحاب من الحكومة وفك الارتباط بحزب رئيس الحكومة. التصريحات التي أعقبت اللقاء تفيد أن العثماني وقيادة حزبه حريصة على استمرار التحالف بين الحزبين وفقا لما جاء في بلاغ سابق للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والتي أكدت فيه حرصها على استدامة التحالف الذي يربطها بالتقدم والاشتراكية، لكن تفاصيل اللقاء سيكشف عنها نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب الكتاب في اجتماع المكتب السياسي بداية الأسبوع المقبل. وحسب تصريح لمصطفى الرميد لموقع العمق فان "قيادة البيجيدي أرادت أن تؤكد لقيادة التقدم والاشتراكية تمسكها بخيار التحالف بين الحزبين وأهمية استمرارهما في العمل المشترك من خلال الموقع الحكومي لما فيه مصلحة البلاد، وبما يكرس مزيدا من المكاسب لفائدة المواطنين"، قبل أن يضيف حسب نفس المصدر أن "حزب العدالة والتنمية يرى أن علاقة الحزبين علاقة تحالف استراتيجي مبنية على الاحترام المتبادل بالرغم من اختلاف المرجعيات، وذلك على قاعدة البرنامج الحكومي المتفق عليه". وحتى وان أقنع العثماني حليفه بنعبد الله ورفاقه، فان هدا الأخير سينتظر موقف المكتب السياسي لكن أيضا اللجنة المركزية للحزب، وحينها سيتم اتخاد قرار فك الارتباط بالعدالة والتنمية ومغادرة الحكومة أو استمرار التحالف بين الحزبين والبقاء بالتالي ضمن التحالف الأغلبي. لكن التطورات الأخيرة ألقت بظلالها على العلاقة بين الحزبين على المستوى المحلي, فقبيل الاستحقاق الجزئي بدائرة المضيق، ظهر تدبدب مواقف الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية في مسألة التحالفات، حيث أصدر الفرع المحلي بلاغين منفصلين حول الانتخابات في نفس اليوم، الأول يدعم فيه أحمد المرابط السوسي مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار "وفاء للأغلبية الحكومية"، وبلاغا ثانيا يدعم فيهه المهدي الزبير مرشح الحركة الشعبية في نفس الدائرة، وهو ما أغضب قيادة الحزب التي اختارت موقف الحياد, في انتظار موقف وضاح من برلمان الحزب نهاية الأسبوع المقبل.