عاوتاني، ناض الغوت على لغتنا المغربية واستعمالها فالمقررات التعليمية. وعاوتاني ناضت ديك الجهة اللي موالفة تهضر بسميتنا كاملين بلا مانكلفوها بهاد القضية، باش تقول لينا أن هاد الاستعمال خطر، وأنه استهتار بمصير ومستقبل التلاميذ المغاربة، وباش تدق ناقوس الإنذار وباش تذكرنا أن لغتنا العربية مقدسة، وأن الدراري ماخصهومش يتعلمو بلغتهم الأم اللي كيهضرو بيها من نهار الولادة ديالهم واللي هي المغربية.. الغوت كان متوقع، لأن الجهة اللي موالفة تغوت دايرة من هاد الدفاع على اللغة العربية رسم تجاري وفكري وسياسي خدامة بيه من شحال هادي. وهي منين كتقول لينا أن العربية ديال الحجاز مقدسة، وأن مغربيتنا هي لغة من درجة دنيا، وأن اللغات الأجنبية الأخرى ماشي مهمة بزاف والدفاع عليها ماشي ضروري، كتبغي كل مرة تمنع هاد النقاش اللغوي فالمجتمع من أنه يتطور، وأننا نوصلو بيه لشي حاجة. المشكلة هي أن هاد الجهة ومن خلال الحماس ديالها المبالغ فيه كتطيح فمواقف مضحكة، بحال منين كتخلعها كلمات دارجة ومغربية وماعندهاش سمية بالعربية الفصحى بحال "البغرير" أو "البريوات" أو "الغريبة" الناس كتضحك وكتسول هاد الجهة: شنو اقتراحكم للترجمة العربية لهاد الكلمات المغربية الأصيلة؟ وشنو هو الضرر يلا الوليدات تعلمو هاد السميات القديمة واللي كيسمعوها فديورهم أصلا وقراوها فالمدرسة؟ الغوت الكبير اللي خصو ينوض بالصح هو الغوت ديال الدفاع على تعليم اللغات الحية اللي كيتعامل بيها العالم من السن الأولى، بحال النكليزية والصبليونية. وأيضا الغوت خصو يكون على التفكير فاللغات الأخرى اللي طالعة وغادية كتنتشر، بحال اللغات الآسيوية خصوصا اليابانية والصينية اللي ماليها غزاو العالم، واللي جزء كبير منهم (أي الشينوا) ولاو مغاربة عايشين معانا، واللي جزء آخر (أي الجابونيين) هوما اللي كيصنعو أغلبية الأشياء اللي حنا كنستهلكوها وكنتعاملو بيها الحقيقة هي أن هاد الحمية الجاهلية اللي كتنوض كل مرة تم فيها الاقتراب من اللغة ديال المقررات الدراسية هي طريقة مفروشة وباينة لقمع أي تغيير للنظام التعليمي وهاد النظام التعليمي اللي صدر لينا وخرج لينا على امتداد هاد العقود وهاد القرون عقلية غير نقدية، كتكتفي بالحفظ والاستظهار وكتنسا مباشرة بعد الخروج من المدرسة داك الشي اللي حفظاتو، واللي كندوزو ليها أفكار غاية فالرعب من خلال داكشي التقليدي اللي كنعلموها من قبيل أنها أحسن من الأمم الأخرى كاملين، أو من قبيل التنفير من الديانات الأخرى دون أي مبرر ومن قبيل التربية على عدم التسامح، أو من قبيل تعليم الوليدات تاريخ دموي باعتبارو شيء إيجابي وطيب، (هاد النظام التعليمي) هو المشكلة الحقيقية، وهو اللي خصو يتغير. الحديث على اللغة ديال التعليم و الانتفاض للدفاع عن عربية الحجاز أو العربية الفصحى هو غير إرهاب فكري وسياسي من الأول باش ماندخلوش للمعقول: أي لتغيير كل الأشياء السلبية اللي فهاد النظام واللي كتخرج لينا وليدات وشباب كيعتبرو الإرهاب ديال الآخر بمثابة جهاد ولا أمر يقدر يديك الجنة، وماكنعلموهومش الجانب المتسامح فالدين، وماكنعلموهومش قبول الاختلاف والمختلفين، وماكنعلموهوش الجانب المضيء فاللغة، وكنحكمو عليهم من الأول أن اللي ماتعلمش للعربية الفصحى ماغاديش يلقا باش يهضر نهار القيامة، وبقية الأشياء اللي كلشي عارفها وكلشي ساكت عليها وكيعتبر أنه من الأفضل نخليو الجمل بارك بخصوصها. المصيبة الخطيرة هي أن هاد الجمل مابقاش بارك. هاد الجمل ولا جاهل وجهل علينا كاملين، وعطانا هاد الأجيال اللي تخرجات من المعاهد والجامعات بشهادات جامعية ماصالحة لوالو، وبعقلية ديال الحفظ والاستظهار مخلياها اللور اللور، وبواحد التفكير ديال "خصني نخدم فالوظيفة العمومية وماخصنيش نغامر ولا نطلق مشروع ديالي ولا نشتغل فالقطاع الخاص"، وبقية الكوارث اللي سببها الأول والأخير هو النظام التعليمي بشكلو المتخلف اللي خليناه، واللي كنرفضو دابا البدء بتغييرو ولو بالاستفادة من الملكات اللغوية اللي كتكون توفرات للدراري الصغار فديورهم خلال الخمس سنوات اللولانية من عمرهم كنجيبو الوليد وهو كيعرف يهضر لغتو المغربية، وكنقولو ليه "خصك تمحي الأمية، وتبدا تتعلم العربية الفصحى، لأن داكشي اللي تعلمتيه كامل فالدار فهاد الخمس سنين لغة ماصالحة ليك لحتى حاجة"، وهنا كيبدا المشكل. كتحيد مهارات لغوية كان ممكن تطورها وتستافد منها وكتبدا مع الدري من الزيرو، فعواض ماتعلمو أشياء أكثر بديك اللغة، وتزيد تعلمو لغات أخرى تصلاح ليه فحياتو منها العربية الفصحى اللي هي لغة قرآننا واللي خصو يكون كيعرفها، واللي هي لغة زوينة بزاف، (خصك غير تكون كتتقنها وماكتتكرفسش عليها بحال اللي كيديرو عدد من أدعياء الدفاع عليها)، ومنها اللغات الحية اللي غادي تقدر تجعلو كيهضر مع المجايلين ديالو فالعالم الفسيح نهار يخرج من المغرب ولا نهار هاداك العالم الفسيح يدخل للمغرب. القضية آلخوت ماعندها علاقة لا بالبغرير مسكين، لا بالبريوات الله يعطيهم الستر، ولا بالغريبة ديال الحسين الله يفكر غربتها. القضية عندها علاقة بهادوك اللي مسلكهم هاد النظام التعليمي، وشنو كيخرج، حيت هاداك هو خزانهم الانتخابي، وهاديك هي بلاصة الكنز اللي كيجبدو لينا منو باستمرار التخلف اللي معولين عليه باش يبقاو ديما هوما اللي كيتصدرو الواجهات.. فكرو فيها غير بالشوية ويحن الله، وحاولو تفكرو فيها بالمغربية هاد المرة. تقدر تبان ليكم وجهة النظر مختلفة شي شوية. والله أعلم آليشير من قبل ومن بعد بطبيعة الحال.