"اللهم إن هذا منكر.. معرض ب 200 مليون سنتيم بدون حسابات وبدون تبرير للمصاريف"... كانت هذه العبارة التي أطلقها أحد أعضاء مكتب غرفة الصناعة التقليدية بإحدى أكبر جهات المملكة، كافية لتنذر بأن افتتاح المعرض، الذي تشرف عليه الغرفة المذكورة، لن يمر في الظروف والأجواء المخطط لها من قبل منظميه. فعلى وقع الاحتجاجات تم، عصر الاثنين الماضي، افتتاح المعرض الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية بجهة الدارالبيضاءسطات، بمدينة الزهور المحمدية. المعرض الذي غاب عن افتتاح فعالياته عامل المدينة، وحضره رئيس غرفة الصناعة التقليدية، وحيدا، رفقة بعض المستشارين، عرف انتفاضة مستشارين من الأغلبية المسيرة لهذه الغرفة، وضمنهم أغلبية أعضاء المكتب المسير لها، حيث تم رفع لافتة كتب عليها «أغلبية أعضاء المكتب المسير لغرفة الصناعة التقليدية بجهة البيضاءسطات، وأعضاء المجلس يطالبون بافتحاص مالية الغرفة»، و«ينددون باستفراد الرئيس بالتسيير». وجاءت احتجاجات المستشارين بعد ما وصفوه ب «التغييب المتعمد الذي يمارسه الرئيس للأغلبية المسيرة لهذه الغرفة»، وضمنهم عدد من أعضاء مكتب المجلس الذين اختاروا فرصة تنظيم معرض الصناعة التقليدية بمدينة المحمدية الذي تم افتتاحه بداية الأسبوع الجاري، ليرفعوا أصواتهم بالتنديد ب «استفراد الرئيس بالتسيير وصرف الميزانية المخصصة لهذه الغرفة، التي تعتبر أكبر غرفة للصناعة التقليدية بالمغرب، والتي تقدر بمئات الملايين مِن السنتيمات. وقد اختار المستشارون المحتجون هذه التظاهرة لإخراج ما يصفونه ب «الاختلالات في التسيير إلى العلن»، بعدما لم تعد احتجاجاتهم وملاحظاتهم داخل اجتماعات الغرفة وخلال انعقاد دوراتها تكفي لإيجاد حل لما قالوا إن «تعنت الرئيس واستفراده بإبرام الصفقات وصرف للميزانية دون الرجوع إلى المكتب المسير»، و«دون الإعلان عن طلبات عروض». من جهة أخرى فإن رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الدارالبيضاءسطات، الذي أشرف على افتتاح معرض المحمدية، تعامل ببرود مع احتجاجات المستشارين، محاولا إبراز احتجاجهم باعتباره خطوة للتضييق على المشاركين في المعرض من الصناع التقليديين.