كما كان متوقعا،نزلت العدل والإحسان بثقلها في المسيرة التي نظمتها باسم عائلات معتقلي أحداث الحسيمة، لكنه ثقل لم يكن بمستوي ما توقعته وخططت له الجماعة. وقدرت مصادر حضرت مسيرة الرباط أمس عدد المشاركين في عشرة آلاف أو مايناهز هذا العدد. وقالت المصادر ذاتها إن العدل والإحسان، ورغم تجييشها لكل أتباعها لم تستطع حشد الرقم الذي كانت تراهن عليه وهو ماجعلها تستبق الأمر بادعاء أن "الدولة منعت المواطنين من مدن خارج الرباط من الالتحاق بالعاصمة ». وكذبت مصادر «الأحداث المغربية» مزاعم الجماعة، مؤكدة أن قوات الأمن لم تقدم على أية محاولة لمنع المشاركين من الإلتحاق بالمسيرة ، وهو وما يسهل التأكد منه برؤية مختلف المحاور الطرقية وهي تعج بأنصار الجماعة وبعض الحساسيات السياسية في طريقهم إلى الرباط وقالت مصادر سياسية حضرت المسيرة إن الجماعة ستعمد مع ذلك إلى النفخ في الرقم الحقيقي للمشاركين لأنه لايحقق هدفها الدعائي وستقدم رقما مبالغا فيه حضور تنظيمات اليسار كان رمزيا في هذه المسيرة، بينما لم يشارك فيها حزب العدالة والتنمية، وشهدت غيابا كبيرا للمواطنين غير المسيسين. وكعادتها استغلت الجماعة قضية المعتقلين والتضامن معهم لرفع شعارت مواقفها السياسية من الدولة والنظام. وبعض من هذه الشعارات انطلق من معلومات زائفة تم تداولها في وسائط التواصل الاجتماعي للتهجم على رموز البلاد. واختارت جماعة العدل والاإحسان أن تنظم هذه المسيرة باسم عائلات المعتقلين بعدما قررت مقاطعة مسيرة الأحد الماضي التي دعت إليها فيدرالية اليسار ، وهو وما رأي فيه المراقبون سعيا من الجماعة إلى الإمساك بملف اريف ضمن أجندتها السياسية حتى لا يسحب البساط من تحت أقدامها من طرف هيئات سياسية أخرى. وكان أحمد الزفزافي وزوجته قد تم استقبالهما من طرف محمد العبادي الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، وعقد لقاء في مقر الجماعة حضره مسؤولون عن القطاعات التنظيمية للجماعة وخاصة قطاعات الشباب والنساء واللوجيستيك التي تعتبر الوقود البشري لمظاهرات الجماعة في الشارع. واقتضت الصفقة التي أبرمها والد الزفزافي مع الجماعة، بالإضافة إلى مقاطعة مسيرة الدار الببيضاء، أن يطلق نداء المشاركة في مسيرة الرباط وفق الشروط التي حددتها الجماعة، ومنها أن يتكلف بإطلاق نداء المشاركة حتى لا يظهر أن الجماعة هي من يدعو إلى مسيرة الرباط. وبينما يراهن الزفزافي على ما يعتقد أنه حشد بشري تتوفر عليه الجماعة، تستغل هذه الأخيرة قضية الأحكام لاستعراض عضلاتها، وإظهار أنها القوة الوحيدة القادرة على تحريك الشارع.