مفارقة كبيرة عاشها ويعيشها المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمدينة مراكش، فرغم أنه يعد من أقدم المهرجانات الفنية المغربية، توقف في العديد من المرات لأسباب شرحها محمد الكنيدري (رئيس جمعية الأطلس الكبير) في ندوة عقت مساء اليوم بمناسبة انطلاق الدورة 49 بقصر البديع بمراكش. حضور وزير الثقافة محمد الأعرج المتأخر لارتباطه بالتزامات حكومية، فند إشاعة امتناعه وعدم رضاه عن المهرجان، أوضح "أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية هو لجميع المغاربة، وعودته مجددا ناجم عن دينامية جديدة لانطلاقة جديدة". . قائلا "إن مساعينا لا تتوقف عند هذه الحدود، بل إلى محاولة تسجيله لدى منظمة اليونسكو باعتباره تراثا إنسانيا وجب الحفاظ عليه". وفي سياق متصل بتعثرات المهرحان وتوقفه لعدة مرات، ذكر الكنيدري بأهمها قائلا "انعقاد نسخة المهرجان الأولى كانت سنة 1960، وتوقف لأول مرة سنة 1995 ليولد مجددا سنة 1999 بتنظيم من قبل المكتب الوطني للسياحة. واستمر تنظيم المهرجان بشكل مشترك بين ذات المكتب وجمعية الأطلس الكبير ووزارة الثقافة قبل أن يتوقف مجددا سنة 2006 حين اجتمت مختلف المكونات واتفقت على إحداث مؤسسة المهرجان بمراكش.لينظم المهرجان مجددا بين سنتي 2007 و 2013 من قبل ذات المؤسسة".. وعن دوافع وكيفية إطلاق نسخته الحالية من المهرجان، قال الكنيدري "بإيعاز من وزير الثقافة محمد الأعرج ووالي مدينة مراكش السابق، طلب من جمعية الأطلس الكبير رفع التحدي مجددا ومعاودة تنظيم المهرجان الوطني للفنون الشعبية ومواجهة مختلف التحديات من أجل هذا المهرجان رغم كل الصعوبات".. كما لفت محمد الكنيدري في سياق متصل، إلى أهمية التوثيق للمهرجان من قبل أكاديمية الفنون الشعبية تحت إشراف المخرج عباس فراق، من أجل تحقيق الإشعاع الدولي وتوفير الدراسات النظرية والأكاديمية الضرورية لمثل هذه التظاهرات الفنية التي تعنى بالتراث اللامادي..