في سابقة من نوعها مما عده المراقبون والمتتبعون للشأن العام الحقوقي بالأقاليم الجنوبية مكسبا ثمينا وهاما في الترافع عن القضية الوطنية من منطلق حقوقي أمام المؤسسات الدولية واعترافا ضمنيا بالدور الهام والمتميز الذي تقوم لجنة العيون في حماية حقوق الانسان والنهوض بثقافتها بالمنطقة زار للمبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر مقر اللجنة الجهوية لحقوق الانسان العيونالسمارة حيث استقبله محمد سالم الشرقاوي رئيس اللجنة . اللقاء الذي تجاوز الساعة على غير ما كان مقررا بسط فيه السيد الشرقاوي التجربة المتميزة التي راكمتها اللجنة في مجال حماية حقوق الانسان بالأقاليم الجنوبية و المجهودات المبذولة في هذا الاطار عبر معطيات احصائية ،مثيرا الوضعية الانسانية للمحتجزين بتندوف ،كما تم تزويده بمختلف اصدارات المجلس الوطني لحقوق الانسان خاصة في المجال المتعلق بثقافة الصحراء ،كما أجاب السيد الشرقاوي عن مختلف تساؤلات واستفسارات كوهلر. وحسب مصادر مطلعة فإن كوهلر أبدى ارتياحه العميق لتصريحات وأجوبة رئيس اللجنة طيلة اللقاء مبديا استعداده المطلق للتعاون معها ممما يزكي ويكرس تصريحات مسؤولين أمميين سابقين وقرارات مجلس الامن التي سبق أن اشادت بمصداقيتها وموقعها المتميز كمؤسسة وطنية في الملف الحقوقي بالأقاليم الجنوبية. وكان كوهلر قد زار صباح الجمعة مدينة السمارة حيث التقى بعامل الاقليم ومختلف المنتخبين والأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية الذين أعلنوا تشبثهم بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وأوحد لإنهاء النزاع الذي طال أمده وطالت معه معاناة الصحراويين في اللجوء والشتات، وفي ظل ظروف اجتماعية واقتصادية جد قاسية وكان كوهلر قد دشن لقاءاته بالعيون الخميس الماضي بلقاء المنتخبين وشيوخ القبائل بمقر المجلس البلدي حيث قدم رئيس المجلس مولاي حمدي ولد الرشيد كرونولوجيا تاريخية للنزاع داعيا المبعوث الأممي لبحث السبل الممكنة والحلول الأنجع لهذا النزاع المزمن الذي رهن لم الشمل بين مختلف العائلات، وأعاق ويعيق وحدة الشعوب والدول المغاربية معبرين عن تشبثهم بالمبادرة الملكية لتمتيع الساكنة بالحكم الذاتي الموسع الذي سيساهم في تطوير الاقاليم الجنوبية والنهوض بها على مختلف المستويات تحت السيادة المغربية . كما قام كوهلر بزيارة لمدينة المرسى حيث استقبله رئيس البلدية بدر الموساوي وفعاليات سياسية واقتصادية مختلفة اطلع على مشاريع شركة فوسبوكراع وفق عروض مفصلة ودقيقة حول حجم الاستثمارات الضخمة التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة وأهميتها في الدفع بعجلة التنمية وانعكاساتها على الساكنة، كما زار محطة تحلية المياه بالمرسى.