في أعقاب نهاية زيارة روس للمنطقة و مغادرته في إتجاه نواكشوط و منها الى العاصمة الجزائرية تدوولت على نطاق المجالس المغلقة بمدينة العيون أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الذي كان يسعى من وراء جولته هذه إلى خلق دينامية جديدة في ملف الصحراء، من خلال بحث حلول ومقترحات جديدة تحرك الجمود الذي يعرفه الملف بعد توقف المفاوضات غير المباشرة بين الأطراف المتنازعة بعدما لم يتمكنوا من التوصل لحل توافقي، غادر غير راض و في نفسه غصة بعض لقاءاته التي لم تأت بجديد في المواقف سوى تكرار الكلام الذي سبق وأن سمعه أو استعراض تشخيص للوضع بالمنطقة دون تقديم مقترحات عملية واضحة قابلة للتطبيق تمكن من حل هذا النزاع المفتعل الذي طال لأزيد من ربع قرن من الزمن. وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، السيد كريستوفر روس قد حل بمدينة العيون يوم الجمعة 18 أكتوبر الجاري، في إطار جولته الثالثة التي تقوده للمنطقة من أجل حلحلة ملف الصحراء. وتأتي زيارة المبعوث الأممي لمدن الصحراء، التي امتدت لأربع أيام قضاها بمدينة العيونوالسمارة، بعدما حل بمدينة الرباط يوم الثلاثاء الماضي، التقى خلالها كلا من رئيس الحكومة، ووزيري الداخلية والخارجية ورئيسي غرفتي البرلمان، قبل أن يتوجه لمخيمات تيندوف حيث تم استقباله من طرف زعيم جبهة البوليساريو. وقد التقى المفوض الأممي بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء، بنشطاء صحراويين أكدوا دفاعهم عن مقترح المغرب القاضي بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا باعتباره الحل الأنسب لإنهاء ملف عمر لسنوات عديدة يضمن لسكان الصحراء تدبير أمورهم الداخلية تحت السيادة المغربية، كما سيضمن الاستقرار والآمن في المنطقة في ظل ما يعرفه العالم العربي من عدم الاستقرار. كما التقى بهيئات حقوقية مناصرة لأطروحة الانفصاليين المطالبة بتقرير المصير، من ضمنها تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان (كوديسا)، والذين قدموا لكريستوفر روس ما إعتبروه تقريرا حول وضعية حقوق الإنسان بالصحراء، كما طالبوا بضرورة الإسراع بإحداث آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء والعمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين. وتميز برنامج كريستوفر روس بمدينة العيون خلال يومي الجمعة والسبت، بعقد لقاءات مع فعاليات من المجتمع المدني لم يسبق أن التقاها في زياراته السابقة للمنطقة، من أجل بحث سبل حل ملف قضية الصحراء مع كل الفعاليات الصحراوية المدنية والحقوقية. وانتقل السيد روس يوم الأحد لمدينة السمارة التي التقى فيها بالسيد عامل الإقليم وبعض الفعاليات المدنية والمنتخبين وشيوخ القبائل وبعض النشطاء الحقوقيين، ليختم لقاءاته يوم الاثنين، بلقاء كل من رئيس المجلس البلدي للعيون مولاي حمدي ولد الرشيد رفقة بعض المنتخبين، وكدا السيد والي الجهة الخليل الدخيل مع برلمانيين وشيوخ القبائل الصحراوية، الذين اكدوا أنه أصبح من الضروري إيجاد حل معقول وقابل للتطبيق برعاية الأممالمتحدة ينهي المعاناة الإنسانية للصحراويين بتيندوف ، ويجمع شمل العائلات التي فرقها هذا النزاع، وأن هذا الحل يكمن في الحكم الذاتي. وقد شهدت مدينة العيون مساء ليلة السبت وصباح يوم الأحد، تظاهرات واشتباكات بين نشطاء صحراويين والقوات الأمنية التي منعت تنظيم مسيرات غير مرخصة دعت لها بعض الهيئات الحقوقية. وكان حي معطى الله مسرحا لمواجهات عنيفة بين المتظاهرين والقوات العمومية، أسفرت عن سقوط ضحايا من الطرفين. وسيقوم المفوض الأممي المهتم بملف النزاع بالصحراء، بتقديم إحاطة لمجلس الأمن الذي سينعقد نهاية شهر أكتوبر الجاري حول أخر مستجدات ملف الصحراء. وينتظر أن يحمل قرار مجلس الأمن معه الجديد فيما يخص ملف الصحراء. وقد سبق لكريستوفر روس أن صرح خلال شهر مارس الماضي، أنه أصبح من الضروري إيجاد حل لملف النزاع الإقليمي بالصحراء، من أجل الحفاظ على الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء. ويذكر أن المفوض الأممي قد زار المنطقة سنة 2009 في جولته الأولى، ونوفمبر من العام الماضي في زيارته الثانية. وتأتي زيارة روس إلى الصحراء، في الوقت الذي شهد فيه النشاط الدبلوماسي المغربي تقدما ملحوظ مكنه من كسب نقاط حاسمة في القارة الإفريقية وبعض الدول الأوربية على حساب جبهة البوليساريو المدعمة بالخارجية الجزائرية، وقد غادر كريستوفر روس مدينة العيون زوال يوم الاثنين، حيث سيقوم في إطار استكمال جولته الثالثة بالمنطقة، بزيارة كل من موريتانيا والجزائر المعنيتين بملف النزاع بالصحراء، للتباحث معهم حول وجهات نظرهم من أجل حل هذا النزاع الإقليمي الذي يعتبر عائقا أمام تشكيل وحدة المغرب العربي. كما انه من المرتقب أن يقوم بزيارة للمنطقة خلال شهري نونبر ودجنبر القادمين