تمكن الفنان والمبدع جوردي سافال رفقة مجموعته الموسيقية "هيسبيريون 21"، مساء أمس الأحد، من أخذ جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، في سفر غرائبي على خطى الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة، وذلك من خلال آخر إبداعات هذا الموسيقي متعدد الأنماط والمشارب تحت عنوان "ابن بطوطة، رحالة الإسلام". واستطاع الجمهور العريض الذي حج بكثافة على موقع "باب الماكينة"، من خلال حفل بهي وحافل بالألوان، اكتشاف عالم هذا الفنان الموهوب والاستماع إلى مختارات من الأغاني والقطع الموسيقية التي تشكل آخر إبداعات جوردي سافال وموسيقييه "ابن بطوطة، رحالة الإسلام"، المستوحاة من مدونات السفر الفريدة للكاتب- الرحالة العربي ابن بطوطة، الذي قطع في رحلاته أزيد من 120 ألف كيلومترا. وقد بدأ هذا الرحالة المغربي أسفاره سنة 1325 عن عمر يناهز 21 عام ا، حيث جاب العالم القديم لأزيد من ثلاثين سنة، منطلقا من وطنه المغرب إلى أعماق الصين وما وراء الحدود التي كانت معروفة آنذاك لإفريقيا. وكان صحبة جوردي سافال أثناء أدائه للوحاته الموسيقية الشجية موسيقيون سوريون، وأتراك، ومغاربة، ويونانيون، وبلغار، وأرمنيون، وملغاشيون، وإسبان، فضلا عن الرواة الذين تقاسموا مقتطفات من "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار". ويعتبر جوردي سافال واحدا من أكثر الشخصيات الموسيقية تنوعا في جيله. فأنشطته كموسيقي وتربوي وباحث ومبدع مشاريع جديدة، موسيقية وثقافية على حد سواء، تضعه بين أبرز رواد التجديد الحالي للموسيقى التاريخية. وقد أسس سافال بمعية مونتسيرات فيجيراس وتولى إدارة الفرق الموسيقية "هيسبيريون 21 (1974)، و"لا كابيلا ريال دي كاطالونيا" (1987)، وحفل الأمم (1989)، التي تمكن رفقتها من استكشاف وإيجاد عالم من العواطف والجمال. ويقوم سافال بنشر هذا العالم الفريد لدى ملايين عشاق الموسيقى عبر جميع أنحاء العالم، مما يمكنه من التعريف ب "فيولا دا غامبا" والموسيقى المنسية من هنا وهناك، ومن ثم أضحى أحد أبرز المدافعين عن الموسيقى القديمة. يشار إلى أن فعاليات الدورة ال 24 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، تقام خلال الفترة ما بين 22 و30 يونيو الجاري تحت شعار "معارف الأسلاف".