اعتبر متتبعون أن التصويت العربي على البلد المستضيف لنهائيات مونديال 2026، ستكون له تداعيات سياسية على العلاقات بين المغرب والدول العربية التي فضلت التصويت لصالح الملف الثلاثي (الأميركي والمكسيكي والكندي). في المقابل وجهت نتائج التصويت رسائل إيجابية بخصوص العلاقات المغربية مع دول الجوار في المنطقة المغاربية. وأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة للمطالبة بتجاوز الخلافات المغاربية وفتح الحدود بين المغرب والجزائر. وبعد التصويت الجزائري على الملف المغربي، قال رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي: "أعتقد أنه يجب في المستقبل أن تقدم ملفات مشتركة بين البلدان التي تعتزم تنظيم المونديال، وذلك من أجل تقوية حظوظها". وأطلق مجموعة من رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في المغرب والجزائر حملة تطالب بضرورة "تجاوز الخلافات الثنائية وفتح الحدود"، ومن خلال هاشتاغ " #متصالحين و#فتحو_الحدود"، وهي الخطوة التي نالت إعجاب فئات واسعة سواء في المغرب أو الجزائر. من جهة أخرى دعا مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة التفكير في تقديم ملف مغاربي مشترك، خاصة بين الثلاثي المغرب والجزائر وتونس لاستضافة كأس العالم لكرة القدم. وقال أحد المغاربة ممن أطلقوا الحملة على "فيسبوك": "إذا لم تتمكن السياسة من حل المشاكل، يمكن للأنترنيت بقوته وثقله أن ينجح في ذلك، فكما نجحنا في حملة مقاطعة انطلاقاً من فيسبوك وتويتر يمكن أن نقود أيضاً أكبر حملة تصالح بين الشعبين". وأضاف بلال الجوهري، وهو ناشط مهتم بقضايا الهجرة، على صفحته: "علاش منديروش أكبر حملة تصالح بين المغرب والجزائر، ونطالب كشعوب مغربية جزائرية بفتح الحدود"، قبل أن يضيف: "خوتنا وحبابنا وجيراننا، ما نساينوس السياسيين الفاشلين يديروا شي حاجة". وأشار الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه يريد لهذا التحرك أن يكون أكبر حملة تضامن ومطالبة بالتصالح، وفتح الحدود على المستوى العالمي بين شعبين شقيقين تجمع بينهما اللغة والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك. ويعود إغلاق الحدود البرية بين البلدين إلى سنة 1994، واستمر الخلاف منذ تلك الفترة ملقياً بظلاله على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية بينهما، ورغم ذلك يتبادل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والملك محمد السادس التهاني في المناسبات الوطنية والدينية.