استنكرت مختلف الأوساط المغربية تصويت السعودية ودولة الإمارات لصالح الملف الثلاثي الأمريكي ضد المغرب في المنافسة على استضافة مونديال 2026. وقالت إن السعودية لعبت دورا «خبيثا» في خسارة المغرب لفرصة تنظيم كأس العالم 2026، حيث عملت على استقطاب أكثر من 20 صوتا من البلدان الآسيوية، لصالح الملف الثلاثي المكون من أمريكا وكندا والمكسيك. وأثارت مواقف السعودية ورئيس هيئة الترفيه والرياضة، تركي آل الشيخ، بالتصويت لصالح الملف الأمريكي الثلاثي للمكسيك وكندا على حساب الملف المغربي، غضب المغاربة. وعبروا في مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم من الموقف السعودي وخصوصا تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه والرياضة تجاه ملف ترشح المغرب لتنظيم مونديال 2026، حيث جاءت أغلب التدوينات غاضبة من الموقف السعودي. ووصف الناشطون على فيسبوك الموقف السعودي بالمخزي وغير الأخوي، خاصة أن تركي آل الشيخ يترأس الاتحاد العربي لكرة القدم، حيث قام، حسب مجموعة من الفيسبوكيين، بطعن ثقة المغاربة ببلده السعودية. وانتشرت التعليقات الغاضبة من الموقف السعودي، إلى بعض البلدان العربية الأخرى كالكويتوتونسوالجزائر ومصر، والتي عبر أغلب رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن غضبهم من هذا الموقف الذي لا ينم عن روح الأخوة العربية والإسلامية، حسب ما جاء في تدويناتهم. وطالبت مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، المغرب بقطع العلاقات مع السعودية، خاصة وأنها لم تكتف بالتصويت لصالح الملف الأمريكي، بل ذهبت بعيدا في حشد الأصوات بالضغط والإغراءات المالية لدول آسيوية لصالح الملف الأمريكي الثلاثي على حساب الملف المغربي. ونظمت البعثة السعودية لمونديال موسكو أول أمس الثلاثاء، إفطارا في فندق المتروبول في موسكو للضغط على مجموعة من الدول لاستمالة اصواتها لفائدة الملف الثلاثي المشترك. وخصص الإفطار لمجموعة من الدول الأوروبية، غير أن عددا من هذه الدول تخلف عن الحضور. وهو الافطار الثاني من نوعه، حيث سبق وأن نظمت السعودية إفطارا مماثلا مساء يوم الإثنين، دعت إليه مجموعة من دول غرب آسيا. وغضب المغاربة من السعودية، واعتبروا دعمها لأمريكا ضد المغرب نوعا من الخذلان، والخيانة، خصوصا بعد أن عبأت دولا أخرى للتصويت ضد المغرب. ونعت مدونون في شبكات التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» الموقف السعودي بأبشع النعوت. وكتب مدونون أنه بعد خيانة بعض الدول العربية للمغرب، وتصويتها لصالح الملف الأمريكي من أجل تنظيم كأس العالم 2026، «من تنكر لأخيه حتى في حال السلم فكيف سيكون إلى جانبه في حال الحرب لا قدر الله». وقال مغاربة «حشومة وعار» أن تقنع السعودية 23 دولة وجزيرة من أجل التصويت لصالح الملف الأمريكي لتنظيم مونديال 2026، وإنه لأشد مرارة». وأورد البعض عبارات ساخرة وساخطة على السعودية من قبيل «الأعراب أشد نفاقا»، وأن المغرب عرف أصدقاءه، رغم خسارة تنظيم المونديال. ونشر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أسماء الدول التي شاركت في عملية التصويت ولأي ملف صوتت. وكان ملفتا وجود عدد من الدول العربية والإسلامية في الصف الأمريكي، حيث صوتت كل من السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، الأردن، لبنان والعراق ضد الملف المغربي. يذكر أن السعودية قادت حملة دعائية للملف الأمريكي المشترك، وتوسطت لعقد اجتماعات، فيما صوت من الدول العربية لصالح المغرب كل من الجزائر، مصر، ليبيا، سلطنة عمان، فلسطين، السودان، سوريا، تونس، موريتانيا، جيبوتي، الصومال، جزر القمر، اليمن وقطر، التي أشادت بها صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، أمس الأربعاء، بعد إعلانها عن اتصالات مع عدد من الدول لدعم الملف المغربي. وقالت مريم آل ثاني أحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر، والتي تشغل منصب رئيس تحرير موقع «رصد قطر» الإخباري، إن بلادها «لن تكتفي بالتصويت للمغرب بل ستستخدم كل قدرتها للضغط بهدف فوزه بالتنظيم». كما أشاد المغاربة بتصويت الجزائر لصالح المغرب. وأبرزت تصريحات خير الدين زطشي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، التي عبر بها عن أسفه لنتائج التصويت على ملفي الترشح لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026. وقال زطشي «كنا متفاجئين لنتائج التصويت والفرق الكبير بين الملفين المرشحين لاستضافة الحدث، لكن تبقى هذه هي قواعد اللعبة، والعملية تمت في ديمقراطية تامة»، وإن «الوفد المغربي قدم أشياء جميلة حتى عرضه اليوم. كنا نتصور أن نسبة التصويت للملف المغربي ستكون أكبر، لكن لحقيقة الميدان كلمة أخرى».