حذر مركز "آي إتش إس" البريطاني من خطورة تصدير الإرهاب إلى الدول الأوروبية عبر المقاتلين الأجانب العائدين إلى هذه الدول، بعد أن قاتلوا في صفوف تنظيم داعش في العراق وسوريا. وذكر المركز في تحليل مفصل أن المقاتلين الأجانب العائدين يرفعون خطر وقوع هجمات إرهابية معقدة وواسعة النطاق في أوروبا، بحسب تقرير جديد صدر عن مركز "جين" لدراسات الإرهاب والتطرف. وقال أوتسو إيهو، أحد كبار المحللين في مركز "جين": "ردا على انهيارها الإقليمي في العراق وسوريا، من المرجح أن تقوم داعش بتوسيع ترسانتها التكتيكية، واستخدام تكنولوجيات جديدة وتعزيز جذورها في الشبكات المحلية". وأردف قائلا: "بالإضافة إلى عمليات التخطيط والتنفيذ المركزية، لا يزال هناك تهديد كبير من الجهات الفاعلة، التي تشن هجمات باسم داعش، والتي عادة ما يطالب بها التنظيم المتشدد". وفي دول أوروبا الغربية، سجل المركز في عام 2018 حتى الآن 44 هجوما شنه أفراد مؤيدون لداعش، مما تسبب بمقتل 334 شخصا وجرح 1200 على الأقل. وقال إيهو إن "المقاتلين الأجانب العائدين إلى أوروبا سيوفرون المهارات الأساسية التي ستساعد عددا متزايدا من الشبكات المحلية العاملة على تنفيذ هجمات أكثر تعقيدا". وأضاف: "تشمل هذه المهارات تصنيع عبوات ناسفة والتعامل مع الأسلحة الهجومية، والتدريب على كيفية التصرف في حالات القتال المكثف، واستخدام أنواع أو تقنيات أسلحة جديدة، مثل الطائرات بدون طيار". ومضى يقول: "هناك أيضا احتمال أن تشمل الهجمات تلك المستخدمة بشكل روتيني في العراق وسوريا، مثل الأجهزة المتفجرة والسيارات المفخخة الانتحارية". وأكد أن "استخدام السيارات المفخخة في أوروبا من قبل المتشددين سيزيد بشكل كبير من الوفيات المحتملة للهجمات، ويعطي المسلحين المزيد من القدرة على التدمير من خلال استهداف الأماكن الحيوية". وذكر التحليل أن هناك مؤشرات على أن بعض الخلايا قد حاولت بالفعل اعتماد هذه الطريقة، فعلى سبيل المثال، كانت الخلية، التي نفذت هجمات 17 سبتمبر 2017 في برشلونة تعكف على إعداد كمية كبيرة من المتفجرات. ووفقا للشرطة الكتالونية، فإن المواد، التي تم اكتشافها تضم مواد كيماوية تستخدم في صناعة المتفجرات، وتشبه تلك المستخدمة في هجمات باريس وبروكسل.