مدريد / 01 / 05 / أصبح بيدرو سانشيز الأمين العام للحزب العمالي الاشتراكي الإسباني هو الرئيس الجديد للحكومة الإسبانية بعد تبني مجلس النواب اليوم الجمعة عبر التصويت لمقترح حجب الثقة ضد حكومة ماريانو راخوي الذي لن يتمكن من استكمال ولايته على رأس الحكومة بعد أن تمت الإطاحة به بالأغلبية . وبمصادقة مجلس النواب على مقترح حجب الثقة عن حكومة ماريانو راخوي يكون بيدرو سانشيز ( 46 سنة ) الأستاذ السابق للاقتصاد قد وصل إلى السلطة بعد أن تعرض لنكسات ومني بالهزيمة في آخر انتخابات تشريعية عامة في مواجهة الحزب الشعبي بقيادة غريمه ماريانو راخوي حتى أنه أطيح به من على رأس الحزب العمالي الاشتراكي قبل أن يعود إليه بدعم من القواعد . وقد درس سانشيز الذي ينتمي لعائلة ميسورة من مدريد الاقتصاد في العاصمة الإسبانية قبل أن يحصل على شهادة ( الماستر ) في الاقتصاد السياسي من الجامعة الحرة ببروكسيل. وشغل بيدرو سانشيز مهمة مستشار بلدي بمدريد ما بين 2004 و 2009 قبل أن يصبح نائبا برلمانيا عام 2009 ثم يدفع به في عام 2014 على رأس الحزب العمالي الاشتراكي في أعقاب الانتخابات التمهيدية الأولى في تاريخ الحزب . واحتل الحزب العمالي الاشتراكي الرتبة الثانية خلف الحزب الشعبي في انتخابات دجنبر 2015 التي أدت إلى فترة من الجمود السياسي جراء غياب أغلبية واضحة في المشهد السياسي قبل أن يحاول سانشيز تشكيل حكومة بدعم من الحزب الليبرالي ( سيودادانوس ) والحزب اليساري الراديكالي ( بوديموس ) لكن دون أن يحقق أية نتيجة . كما فشل الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني مرة أخرى خلال الانتخابات التشريعية لعام 2016 التي سجل خلالها أسوا النتائج منذ استعادة الديمقراطية بإسبانيا في عام 1977 ليحمل أعضاء ومناضلو الحزب بيدرو سانشيز مسؤولية هذه الهزيمة الثانية ويجد نفسه خارج قيادة الحزب . بعدها شن سانشيز حملة عبر مجموع التراب الإسباني من أجل إقناع مناضلي الحزب بأفكاره وخططه لاستعادة التحكم في المشهد السياسي الإسباني والذين حملوه مرة أخرى لرئاسة الحزب خلال شهر ماي 2017 . وقد تمكن هذا الزعيم السياسي من الوصول إلى رئاسة الحكومة بعد أن نجح في إقناع مجموعة من الأحزاب السياسية خاصة القوميين ببلاد الباسك ودعاة الانفصال بجهة كتالونيا بالتصويت لفائدة مقترح حجب الثقة الذي تقدم به أمام مجلس النواب ضد حكومة ماريانو راخوي وجمع أغلبية تتكون من 180 صوتا من أصل 350 نائبا يتكون منهم مجلس النواب الإسباني . وبتصويت مجلس النواب على حجب الثقة تكون الإطاحة بحكومة ماريانو راخوي قد تمت وأصبح بيدرو سانشيز الأمين العام للحزب العمالي الاشتراكي الرئيس الجديد للحكومة الإسبانية . وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ الديموقراطية الإسبانية التي تتم فيها الإطاحة بالحكومة بعد تقديم مقترح لحجب الثقة الذي يؤطره الفصل 113 من الدستور الإسباني الذي يحدد آليات وشروط تفعيل هذا الفصل عندما يقوم مجلس النواب بسحب الثقة من رئيس الحكومة . وكانت المجموعة البرلمانية للحزب العمالي الاشتراكي قد تقدمت الأسبوع الماضي أمام مجلس النواب بمقترح سحب الثقة من حكومة ماريانو راخوي . وجاءت مبادرة الحزب العمالي الاشتراكي تقديم ملتمس لحجب الثقة عن الحكومة مباشرة بعد إصدار المحكمة الوطنية الإسبانية أحكاما بالسجن لمدد طويلة وصلت إلى حدود 52 سنة سجنا في حق مجموعة من المسؤولين والقياديين في الحزب الشعبي الذين تمت متابعتهم في إطار شبكة الفساد المعروفة ب ( غورتيل ) . كما أدانت المحكمة في إطار نفس القضية الحزب الشعبي وقضت في حقه بأداء غرامة مالية بقيمة 245 ألف أورو ل " مسؤوليته المدنية " على اعتبار أن الحزب استفاد من الأموال التي تم تحصيلها بطريقة غير شرعية . وتعد هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها طرح ملتمس سحب الثقة من حكومة ماريانو راخوي منذ تقلده السلطة بعد المقترح الأول الذي كان حزب ( بوديموس ) قد تقدم به خلال شهر يونيو الماضي والذي تم رفضه من طرف مجلس النواب .