حالة من الغضب تعيشها بلدان الاتحاد الأوروبي عقب إعلان الولاياتالمتحدة الأميركية تنفيذ تهديداتها السابقة بفرض رسوم جمركية باهظة على بعض المواد القادمة من الاتحاد الأوروبي وكنداوالمكسيك. إذ أعلن وزير التجارة الأميركي ويلبور روس، الخميس 31 ماي 2018، أن بلاده ستفرض الجمعة 1 يونيو 2018، رسوماً جمركية باهظة على الفولاذ والألومنيوم المستوردَين من الاتحاد الأوروبي والمكسيكوكندا. من جهته، أعلن جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، أن الاتحاد الأوروبي "سيعلن في الساعات المقبلة إجراءات مضادة" على فرض رسوم أميركية على واردات واشنطن من الفولاذ والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي وكنداوالمكسيك. وصرح يونكر في مؤتمر صحفي ببروكسل: "إنه يوم سيئ للتجارة. الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يبقى من دون ردّ. ما يمكنهم (الأميركيون) القيام به نحن قادرون عليه تماماً". وقال يونكر في بيان، إن "الولاياتالمتحدة لا تترك لنا خيارات أخرى سوى حمل هذا النزاع إلى منظمة التجارة العالمية، وفرض رسوم جمركية إضافية على عدد من المنتجات المستوردة من الولاياتالمتحدة". ويشير بيان المفوضية إلى أن هذه الآلية التي قد تستغرق سنوات، سيتم البدء بها أمام منظمة التجارة العالمية الجمعة 1 يونيو 2018. وذكرت المفوضة الأوروبية للتجارة، سيسيليا مالمستروم، من جهتها، في البيان نفسه: "إننا (الاتحاد الأوروبي) قمنا بكل ما يمكن أن نقوم به من أجل تجنب ذلك"، مضيفة أنها تحدثت في الأشهر الأخيرة بمناسبات مختلفة إلى وزير التجارة الأميركي ويلبور روس. كما نبهت الحكومةُ الألمانية إلى أن الرد على "أميركا أولاً" سيكون "أوروبا الموحدة" بعد قرار الولاياتالمتحدة فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي والمكسيكوكندا. واعتبرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن الرسوم الجمركية التي قررت الحكومة الأميركية فرضها "غير قانونية"، وأعربت عن قلقها إزاء "مخاطر التصعيد". وقالت في بيان: "ترفض الحكومة الألمانية (هذه الضرائب). نعتقد أنها غير قانونية"، وأن قرار فرضها "يحمل في طياته مخاطر حدوث تصعيد سيُلحق اضراراً بالجميع في النهاية". وكانت الحكومة المكسيكية قد أعلنت الخميس 31 ماي 2018، عن إجراءات تجارية للرد على الرسوم الجمركية الأميركية على واردات واشنطن من الفولاذ والألومنيوم. وأعلنت وزارة الاقتصاد في بيان، أن "المكسيك ستفرض إجراءات مماثلة على مختلف المنتجات"، من بينها بعض أنواع الفولاذ والفواكه والأجبان، وستظل هذه الإجراءات "سارية طالما لم تلغِ الحكومة الأميركية الرسوم الجمركية التي فرضتها". وردت كندا على قرار الولاياتالمتحدة بفرض رسوم بقيمة 16,6 مليار دولار كندي. وستحظى هذه الدول -على الأرجح- بدعم اليابان، التي فرضت الولاياتالمتحدة عليها هذه الرسوم التي أعلنها ترامب في مطلع مارس 2018 بذريعة حماية الأمن القومي. ويتعيّن على واشنطن الرد خلال قمة مجموعة السبع، على التساؤلات عن التقلبات في سياستها التجارية إزاء الصين؛ إذ عادت الإدارة الأميركية، الثلاثاء 29 ماي 2018، إلى الهجوم على الصين بعد الهدنة المعلنة في 19 ماي 2018، في حربهما التجارية. فقد أعلن البيت الابيض انه سيواصل خطته لفرض تعرفات جمركية إضافية بنسبة 25% على ما قيمته 50 ملياراً من الواردات السنوية من الصين، وقال إنه يعد لإجراءات من أجل فرض قيود على الاستثمارات الصينية في الولاياتالمتحدة. وحذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، من أن "الصين لا ترغب في حرب تجارية، لكنها لا تخشى خوض مثل هذه الحرب"، مندِّدةً ب"المواجهة" من قِبل شريكها الأميركي. إلا أن الصين بدت الخميس وكأنها تعبِّر عن حسن نية بإعلانها خفضاً لرسومها على وارداتها من الملابس والأدوات الكهربائية المنزلية ومستحضرات التجميل، وذلك اعتباراً من يوليوز 2018.