ليج/بروكسل 30 ماي - أعلن تنظيم الدولة الإسلامية الأربعاء مسؤوليته عن هجوم وقع أمس في مدينة ليج البلجيكية وقتل فيه مسلح شرطيتين وأحد المارة، لكن التنظيم لم يذكر دليلا. وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم في بيان على الإنترنت إن منفذ الهجوم الذي وصفته الشرطة البلجيكية بالإرهابي "جندي من جنود الدولة الإسلامية". ودأب التنظيم على تبني هجمات مشابهة ينفذها "مهاجمون منفردون" دون أن يذكر دليلا على ضلوعه في ذلك. ومن ناحية أخرى، واجهت السلطات البلجيكية أسئلة عن سبب السماح للمهاجم، وهو سجين يشتبه في أنه كان على صلة بمتشددين إسلاميين في السجن، بالخروج في إجازة. وقتلته الشرطة بالرصاص في مدرسة قرب موقع الهجوم. وقال وزير الداخلية جان جامبون إن السلطات ما زالت تدرس دوافع المهاجم بنجامين هيرمان (31 عاما)، وهو تاجر مخدرات سمح له بالخروج من السجن لمدة يومين يوم الاثنين استعدادا للإفراج عنه في عام 2020. وهتف هيرمان "الله أكبر" أثناء الهجوم، وكانت له اتصالات مع متطرفين إسلاميين في السجن في 2016 ومطلع 2017. وقال ممثلو الادعاء إنه اتبع على ما يبدو نصائح للدولة الإسلامية عبر الإنترنت بطعن ضباط شرطة واستخدام أسلحتهم في إطلاق النار على آخرين. وقالت عاملة نظافة بالمدرسة وجدت نفسها "وجها لوجه مع القاتل" لراديو وتلفزيون بلجيكا الناطق بالفرنسية (آر.تي.بي.أف) إنه تجنبها لأنها مسلمة. وقال وزير العدل كوين جينس الذي يشرف على السجون إنه يشعر بتأنيب الضمير بسبب السماح له بالخروج في إجازة. ووضع سكان ليج ثالث أكبر مدن بلجيكا الورود وأشعلوا الشموع اليوم الأربعاء في موقع الهجوم ووقف المسؤولون دقيقة صمت حدادا. ووصف وزير الداخلية جامبون المهاجم بأنه رجل مضطرب نفسيا ربما كان واقعا تحت تأثير المخدرات، مشيرا إلى قتله أحد معارفه على بعد حوالي 50 كيلومترا ليل الاثنين. وقال جامبون "هناك دلائل على أنه تطرف في السجن لكن هل التطرف هو ما دفعه لارتكاب هذه الأفعال؟" مضيفا أنه رغم تحذير تقارير أمنية من هيرمان في 2016 ومطلع 2017 فقد كان شخصية هامشية. * من السجن إلى الجهاد قد يكون هيرمان،الذي دخل السجن وخرج منه عدة مرات منذ 2003، وجد سبيلا إلى العنف الذي أثار مخاوف من أن تصبح سجون أوروبا حاضنات للفكر المتطرف. وقال وزير العدل جينس إن هذه كانت المرة الرابعة عشرة التي يسمح له فيها بالخروج من السجن بشكل مؤقت لتحضيره لإطلاق سراحه والاندماج في المجتمع. ونقل عن ألكسندر دي كرو نائب رئيس الوزراء قوله "الكل في بلجيكا يوجه السؤال نفسه: كيف أمكن السماح لشخص ارتكب كل هذه الجرائم بمغادرة السجن؟" ولم يرفع مركز الأزمات الوطني درجة التأهب، المرتفعة بالفعل منذ أن نفذت خلية لتنظيم الدولة الإسلامية في بروكسل هجوما في باريس قتل فيه 130 شخصا عام 2015، مما يشير إلى أنه ليس من المتوقع أن تعقب هذه العملية هجمات أخرى. وقال بيتر فان أوستايين المختص بشؤون الجهاديين "أعتقد أنه فرد واحد... دخل في نوبة قتل... لا أعتقد أنه هجوم منظم".