لييج (بلجيكا), 30-5-2018 - شهدت مدينة لييج في شرق بلجيكا صباح الثلاثاء هجوما "ارهابيا" شنه مسلح اعتنق الفكر الجهادي أثناء وجوده في السجن وقتل خلاله شرطيتين وشابا قبل ان ترديه الشرطة قتيلا. والمهاجم الذي قالت وسائل اعلام محلية انه يدعى بنجامين هيرمان (36 عاما) هو صاحب سوابق أودع بسببها السجن مرات عدة، وقد تسل ح صباح الثلاثاء بسلاح أبيض وقصد في الساعة 10,30 (08,30 ت غ) شارعا رئيسيا في وسط المدينة وسار خلف شرطيتين قبل ان يباغتهما من الخلف بطعنات عديدة ثم يستولي على سلاحهما ويجهز عليهما بواسطته، بحسب المدعي العام في لييج فيليب دوليو. بعدها أكمل المهاجم سيره وأطلق النار على شاب كان داخل سيارة متوقفة في المكان فأرداه قتيلا، ثم دخل مدرسة ثانوية واحتجز إحدى موظفاتها رهينة، في حين تم إخراج التلامذة من الخلف ولم يصب أي منهم بأذى. ولدى وصول قوات الامن الى المدرسة خرج المسلح وراح يطلق النار فأصاب أربعة شرطيين بجروح قبل أن يرديه هؤلاء قتيلا. وفي تغريدة على تويتر دان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال "العنف الجبان والأعمى". وعهد بالتحقيق في الاعتداء الى قاضي تحقيق متخصص بقضايا الارهاب، في حين ستعقد النيابة العامة الفدرالية مؤتمرا صحافيا حول هذه القضية الاربعاء في الساعة 08,30 ت غ في بروكسل. واكتفى المتحدث باسم النيابة العامة الفدرالية إريك فان در سيبت بالقول لوكالة فرانس برس إن "هناك عناصر تقود باتجاه فرضية العمل الارهابي". وأظهر تسجيل فيديو صوره احد المارة وبثه التلفزيون الرسمي في بلجيكا المسلح وهو يصرخ "الله أكبر" خلال اجتيازه الطرقات وسط حالة من الذعر حوله. وفي فيديو آخر يسمع صوت اطلاق نار بطريقة سريعة وكثيفة، ثم يظهر بعدها الرجل ممددا على الأرض. وبحسب وسائل اعلام فإن هيرمان صاحب سوابق عدلية تشمل جرائم سرقة وضرب وايذاء واتجار بالمخدرات وقد ادخل بسببها السجن مرات عديدة كانت اولاها في 2003. واثناء وجوده في سجن لانفين (شرق) رصدت الشرطة تقر به من سجناء اسلاميين اعتنق على يد أحدهم الفكر الجهادي، فأدرجت اسم هيرمان في قائمة المتطرفين، بحسب ما افاد مصدر مطلع على التحقيق فرانس برس. ونقلت وكالة الانباء البلجيكية "بلجا" عن وزير العدل كوين غينز قوله إن المهاجم خرج من السجن بموجب إذن خروج لفترة وجيزة وكان يفترض به ان يعود اليه كما سبق وان فعل مرارا. واوضح الوزير ان هيرمان سبق وان حصل على 20 اذن خروج من السجن وكان في كل مرة يعود بعدها الى سجنه من دون حدوث اي مشاكل. ولكن المصدر المطلع على التحقيق اوضح لفرانس برس ان هيرمان كان "في حالة هروب الى الامام" بعدما "ارتكب جريمة قتل مساء امس" الاثنين في منطقة اون الواقعة بين مارش وروكفور (جنوب). وبحسب وسائل اعلام محلية فان السلطات عثرت في منطقة أون على مدمن مخدرات يبلغ من العمر 30 عاما جثة هامدة في منزله وهي ترجح ان يكون قد قتل بواسطة مطرقة. ولكن النيابة العامة في مقاطعة لوكسمبورغ البلجيكية التي تتبع لها منطقة أون رفضت "في الوقت الراهن" الربط بين جريمة القتل في أون والهجوم الارهابي في لييج. وخلال مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر الثلاثاء قال كريستيان بوبير قائد شرطة لييج انه "من الواضح ان هدف المجرم كان مهاجمة الشرطة"، مشددا على ان هدفه لم يكن قتل احد في المدرسة بل "إلحاق الاذى بقوات الامن والمؤسسات والدولة البلجيكية". وأضاف ان الشرطيتين القتيلتين تبلغان من العمر 45 و53 عاما، في حين ان معظم اصابات الشرطيين الاربعة الاخرين الذين اصيبوا خلال تبادل اطلاق النار مع المهاجم في الساق او اليد، وأحدهم اصيب في الشريان الفخذي وكانت حياته في خطر لكنه خضع لعملية جراحية ويبدو ان الخطر قد زال عنه. وتمت معالجة أحد الشرطيين الاربعة وخرج من المستشفى، في حين ان الثلاثة الباقين لا يزالون في المستشفى. أما تلامذة المدرسة الثانوية التي احتمى فيها المهاجم قبل ان تقتله الشرطة فهم جميعا بخير لكن المدرسة ستبقى مغلقة الاربعاء وربما الخميس ايضا، وقد أمن ت السلطات رعاية نفسية للتلامذة. وتعيش بلجيكا حالة استنفار قصوى منذ تفكيك خلية ارهابية في بلدة فيرفييه في يناير 2015 بعد ان كانت تخطط لشن هجوم على قوات الشرطة. وخلية فيرفييه مرتبطة ايضا بعبد الحميد أباعود العقل المدبر لاعتداءات نوفمبر 2015 التي راح ضحيتها 130 شخصا في باريس وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية. وبلجيكا التي أوقعت فيها اعتداءات جهادية 32 قتيلا في 22 مارس 2016، شهدت هجمات عدة استهدفت عناصر الشرطة والجيش. ووقع اخر هجوم "إرهابي" في بلجيكا في 25 غشت 2017، عندما هاجم رجل من أصل صومالي جنودا بسكين وأصاب أحدهم بجروح طفيفة وهو يهتف "الله اكبر" في قلب بروكسل قبل ان يقتل برصاص قوات الامن. والثلاثاء اعلنت الهيئة المكلفة تقييم المخاطر الارهابية في بلجيكا "اوكام" ان مستوى التحذير الارهابي لم يتغير بعد هجوم لييج ولا يزال عند الدرجة الثانية على سلم تصاعدي من اربع درجات، اي ان وقوع هجوم ارهابي امر "غير مرجح".