بعد منافسة شديدة وحملات مكثفة غير معهودة، تنطلق زوال الثلاثاء عملية التصويت على الرئيس رقم 16 للاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلفا للرئسية المنتهية ولايتها مريم بنصالح. الانتخابات الرئاسية لهذ السنة مختلفة عن سابقاتها، إذ لأول منذ سنوات، سيكون بإمكان الناخبين الاختيار بين مرشحين اثنين بدل مرشح وحيد، كما كان عليه الأمر خلال الخمس عشر سنة الماضية. ويتنافس في انتخابات الرئاسة لهذه السنة من صلاح الدين مزوار ونائبه فيصل مكوار من جهة أخرى، ومن جهة أخرى الثنائي حكيم مراكشي ونائبته أسية بنحيدة. حيث تقدم كل ثنائي ببرنامجه وتصوره للنهوض بتنافسية المقاولة المغربية والدور الذي يتعين أن يلعبه الاتحاد العام لمقاولات المغرب خلال الفترة المقبلة. وبغض النظر عن التراشق والهجوم الكلامي بين المتنافسين، إلا أن وجود مرشحين وبرنامجين، في حد ذاته مكسب ثمين وعرس ديمقراطي بامتياز على حد قول مصدر مطلع على شؤون «الباطرونا» واصفا المنافسة الحادة بين المرشحين خلال الحملة الانتخابية بالجو الصحي. وكانت بداية الهجوم الكلامي من جهة حكيم مراكشي، الذي اعتبر في مناسبات عديدة خلال حملته الانتخابية بأنه الأحق في تمثيل المقاولين، متهما منافسه بأنه ليس «باطرونا» وبالتالي ليس الأحق بقيادة سفينة الاتحاد العام لمقاولات المغرب. كما انتقد مراكشي الإرث السياسي لمزوار كزعيم سابق لحزب سياسي (التجمع الوطني للأحرار)، وما قد يمثله ذلك من تهديد لاستقلالية «الباطرونا». وفي رده على هذه الاتهامات، مافتئ مزوار يؤكد على أنه أصلا جاء أصلا من المقاولة ومساره بدأ مع المقاولة كمسؤول عن شركة كبيرة وكرئيس للجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، بل ورئيسا لفدرالية النسيج والألبسة والمنتوجات الجلدية داخل «الباطرونا» نفسها. وأما بالنسبة للانتماء السياسي ومخاوف التأثير على استقلالية «الباطرونا» رد مزوار بوضوح بأنه في حال انتخابه على رأس الاتحاد، فإنه سيستقيل من مهامه في حزب التجمع الوطني للأحرار. الأكثر من ذلك دافع مزوار عن إرثه السياسي، قائلا في أحد التصريحات «ما المشكل في أن يكون للشخص مسار سياسي؟ ثم أليس السياسي وهو من سيحاور الحكومة ومختلف الفاعلين؟». مزوار لفت كذلك إلى أن تجربته كمسير ومسؤول في جمعية النسيج، مرورا بتحمله كوزير سابق للصناعة والتجارة وكوزير للاقتصاد والمالية، وهي المناصب التي أتاحت له تقديم الشئ الكثير للمقاولة وللاقتصاد المغربي. وسيتم اختيار الرئيس الجديد ونائبه، الثلاثاء خلال الجمع العام الذي سيعرف تلاوة التقرير المالي والأدبي، والمصادقة عليهما وذلك قبل المرور إلى مرحلة التصويت. وستصل الكتلة الناخبة إلى نحو 5000 مقاولة هذا العام، ممن استوجبت الشروط وقامت بتأدية انخراطها، حسب ما أكدت مصادر مطلعة من «الباطرونا".