بوابة الصحراء: عبد الكبير اخشيشن تواصل الجزائر إحراج نفسها بسرعة الرد على المغرب، واحتراف النفي تجاه الحجج التي قدمها، والتي سبق للدولة المعنية بها أساسا أن صمتت في حضرة الوزير الذي سافر ومعه الأدلة الدامغة على تورط سفارة إيران وحزب الله بالتنسيق داخل الجزائر لإرسال ضباط وكوادر لتدريب عناصر البوليساريو على نماذج حروب على الحدود المغربية. الجزائر خرجت للرد على المعطيات، التي أثارها وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، بخصوص وقف العلاقات مع طهران على خلفية تدخلها من خلال حزب الله اللبناني، وأيضا تورط السلطات الجزائرية في دعم جبهة البوليساريو. عبد العزيز بن علي شريف، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية، قال إن تصريحات بوريطة «غير مسؤولة»، وغير مبنية على أدلة دامغة بخصوص الاتهامات التي قدمها» (!)، حول تورط الجزائر بدعم حزب الله لجبهة البوليساريو. المسؤول ذاته أضاف أن «الجزائر تعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها التام للتصريحات غير المسؤولة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي في حقها»، معتبرا أنها «اتهامات غير مؤسسة وغير مبررة». وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أوضح، في حوار مع مجلة «جون أفريك»، أن قرار المغرب قطع علاقاته الديبلوماسية مع إيران يتناسب وخطورة أفعال حزب المدعوم من طرف طهران، والتي تهدد أمن المملكة، مؤكدا أن المغرب الذي يملك أدلة دامغة ما كان ليقدم ملفا إلى طهران، إذا لم يكن صلبا، وبحجج لا يمكن دحضها. وكشف بوريطة عن بعض عناصر الملف الذي «تم إعداده بدقة بالغة على مدى عدة أسابيع استنادا إلى المعلومات التي تم تجميعها والتحقق منها طيلة عدة أشهر، كما تضمن حقائق ثابتة ودقيقة منها مواعيد زيارات مسؤولين كبار في حزب الله إلى الجزائر وتواريخ وأمكنة الاجتماعات التي عقدوها مع مسؤولي البوليساريو بالإضافة إلى قائمة بأسماء العملاء المشاركين في هذه الاتصالات»، مضيفا أن المغرب لم يتخذ قراره إلا بعد دراسة كل العناصر والتحقق والتأكد منها»، يقول ناصر بوريطة. وزيادة في التفاصيل، أوضح بوريطة أن الأمر يتعلق، على الخصوص، بحيدر صبحي حديد، المسؤول عن العمليات الخارجية في حزب الله، وعلي موسى دكدوك، المستشار العسكري في التنظيم نفسه، بالإضافة إلى الحاج أبو وائل زلزالي، المسؤول عن التكوين العسكري واللوجستيك. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن السفارة الإيرانية في الجزائر العاصمة كانت هي صلة الوصل، التي تربط بين حزب الله والجزائر والبوليساريو، من خلال «مستشارها الثقافي» أمير الموسوي، الذي كان دائما هو الشخص الرئيس والمحوري في محاولات نشر «التشيع» في العديد من البلدان العربية والإفريقية، وهو اليوم مستشار في القضايا الاستراتيجية ل«المرشد الأعلى» علي خامنئي. وأوضح ناصر بوريطة أنه إضافة إلى مباركة الجزائر لهذه التحركات، قدمت التغطية والدعم الفعلي والمباشر، مؤكدا أن بعض الاجتماعات بين البوليساريو وحزب الله تم عقدها في «مكان سري» بالجزائر العاصمة معروف لدى الأجهزة الجزائرية، مستأجر من طرف المدعوة (د ب)، وهي جزائرية متزوجة من أحد كوادر حزب الله، تم تجنيدها كعميلة اتصال تابعة لحزب الله خاصة مع البوليساريو. وقال بوريطة إن وزير الخارجية الإيراني لم يطعن، أو يشكك في أي من الأسماء أو الحقائق، التي تم اطلاعه عليها، مضيفا أن المبررات ذات الطابع «السياسي» التي تم تقديمها ركزت على هامش استقلالية الحركة التي يتوفر عليها حزب الله، وكذا على الوضع الخاص لعضو السفارة الإيرانية المعني. الخارجية الجزائرية لم تر في كل هذه التفاصيل سوى الافتراء، حيث اتهمت بوريطة بمواصلة ما أسمته «نهج الافتراءات»، بدلا من تقديم «أدلة دامغة»، والتي يزعم حيازتها، معتبرة أن تلك الاتهامات تؤكد «عجزه» عن توريط الجزائر مباشرة في نزاع أكد مجلس الأمن مجددا أنه قضية «بين المغرب والبوليساريو». وحسب الناطق باسم الخارجية، فإنه بلاده ستبقى، أمام هذه «الحملة الشعواء»، «هادئة قوية بوحدة شعبها وصلابة مؤسساتها، ومبادئ سياستها الخارجية».