ماذا يجري في كواليس حزب الاستقلال بفاس، سؤال بات يطرح نفسه بإلحاح في ظل المستجدات التي يشهدها أقدم تنظيم سياسي وطني على مستوى العاصمة العلمية للمملكة، بعد أن لاحت في الأفق عدة مؤشرات تنبيء بتطورات تجهل نتائجها. فقبل أيام قليلة انعقد "المجلس الإقليمي " لحزب علال الفاسي بمقر دار المرحوم أحمد مكار، وحضر أشغاله حميد شباط الامين العام السابق للحزب، وترأسه المنسق الجهوي عبد الواحد الانصاري، انعقد تحت شعار«من أجل حزب موحد ومستقبل واعد»، لكنه خلف الكثير من ردود الفعل بين الاستقلاليين. وأبرز هذه الردود مقاطعة أعضاء مجموعة "التغيير"، والتي تضم أعضاء من المجلس الوطني ومنتخبين وأعضاء روابط مختلفة الذين فضلوا عقد اجتماع لهم بالتزامن مع انعقاد المجلس الإقليمي، في قاعة للحفلات بطريق صفرو، كشكل من أشكال التعبير عن "عدم ارتياحهم للوضع الذي بات عليه حزب الاستقلال بمدينة فاس". كما استغرب أعضاء مجموعة التغيير، في نفس الوقت عن عدم ارتياحهم اتجاه "التراجع المفاجئ وغير المفهوم، الذي أقدمت عليه اللجنة التنفيذية، فيما يخص قرارها الأول القاضي بتوقيف انعقاد المجلس الإقليمي بمدينة فاس، وهو القرار الحكيم والمسؤول الذي اتخذته بالإجماع. وقد لاقى هذا القرار الأول استحسانا في أوساط المناضلين الاستقلاليين على امتداد الوطن، واستبشرت به ساكنة مدينة فاس خيرا" حسب بيان حقيقة الذي أصدرته هذه المجموعة، وطالبوا تدخل نزار البركة الامين العام للحزب لوضع حد لهذه الأزمة، وذلك بالتدخل لحل الهياكل، وتكوين لجنة تشرف مؤقتا على تدبير شؤون الحزب بالمدينة، إلى حين إنضاج الشروط المناسبة لعقد المؤتمر وانتخاب مكتب إقليمي منسجم، يتماشى مع خطاب التغيير داخل الحزب ". وفي السياق ذاته خرج علال عمراوي وهو قيادي استقلالي، وكان يعتبر اليد اليمنى لحميد شباط عندما كان عمدة لفاس، يوم الثلاثاء الأخير بتدوينة بمثابة "نقد ذاتي" للأوضاع التي يعرفها الحزب بالمدينة، معترفا بأن " القلعة الاستقلالية بفاس" تعرف تصدعا. وطرح عمراوي خمسأسباب اعتبرها كافية لإعادة تهيئة القلعة الاستقلالية بفاس، على حد تعبيره، فبعد أن سجل "كون الحزب ظل لعقود حصنا لمدينة فاس، وضعت لبناته بدماء شهداء الحركة الوطنية وسواعد الرواد وعرق الطبقات الشعبية ظلت لعقود بوصلة الحزب ومنبع الحكماء والقادة" أقر عمراوي بتصدعها. وقال عمراوي "...نعم تصدعت القلعة، و "نحن أبناء النقذ الذاتي واجب علينا أن نعترف بأننا ساهمنا جميعا في تصدعها، عندما قبلنا على أنفسنا في مرحلة " انتشاء بإنتصارات انتخابية" تمديد القلعة بالبناء العشوائي، عندما قبلنا مجاراة زيف النضال، عندما همش أقحاح الحزب وأعمدته وأطره وفتحت الأبواب للانتهازيين وسماسرة السياسة...مسؤوليتنا جميعا قائمة على هذه المرحلة بإيجابياتها وهي كثيرة وبأخطائها التي حطت في وقت ما من عزيمة فئات عريضة من العائلة الاستقلالية بفاس." هذا الوضع الحزبي بفاس لا يختلف كثيرا عن الوضع الذي تعيشه نقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس الذراع النقابي للحزب الذي لا يخلو بدوره من مناوشات كلما التأمت "الأطياف" الحزبية والنقابية في مناسبة ما ، كان آخرها نقل إدريس أبلهاض الكاتب الإقليمي إلى مصحة خاصة عل إثر "اعتداء " تعرض بقلب المقر المركزي للنقابة . ويرى العديد من المتتبعين للشأن الحزبي بالمدينة ان هذا الوضع الداخلي لأقدم تنظيم سياسي في المغرب على صعيد مدينة فاس يتطلب وقفة تأمل كبيرة من طرف حكماء الحزب محليا ووطنيا من أجل أجل ترتيب البيت الداخلي لحزب الميزان .