وجد رئيس مركز بريد المغرب باعزيب الدرعي بآسفي نفسه تحت تدابير الحراسة النظرية يوم الإثنين الأخير، بعدما تقدم بشكاية إلى السلطات الأمنية التي تفيد تعرضه للنصب والاحتيال من قبل شخص من جنوب الصحراء يؤكد على أنه من جنسية سينيغالية. هذا الأخير تم توقيفه في الحين بأحد الأسواق التجارية بآسفي، ليتم نقله صباح يوم الثلاثاء الأخير من قبل عناصر من الشرطة القضائية بآسفي صوب مقر الفرقة الوطنية بمدينة الدارالبيضاء قصد الاستماع إليه هناك. هذه العصابة ظلت تشتغل في مجال النصب والاحتيال عبر تزوير العملة الأجنبية الأورو في عدد من مدن المملكة، دون أن يتم توقيف أحد من إفرادها، قبل سقوط المتهم السنغالي. ومثل يوم الأربعاء في حالة اعتقال الموظف رئيس مركز بريد المغرب باعزيب الدرعي بآسفي، أمام أنظار وكيل الملك بمحكمة جرائم الأموال بمدينة مراكش. اعتقال السنيغالي ورئيس المركز جاء بسبب الكمين الذي نصبه الأول للثاني، كون هذا الأخير زاد طمعه وجشعه عندما رأى العدد الكبير من أوراق الأورو وسط حقيبة يدوية أحضرها السينيغالي إلى المركز من أجل تحويلها من عملة الأورو إلى عملة الدرهم المغربي. دخل رئيس المركز في نقاش وحوار مع السينيغالي بعدما قام بإحصاء الأوراق المالية من فئة الأورو المخبأة بالحقيقة، دون أن يفطن على أن صفين اثنين من الأوراق المالية بالحقيقة حقيقين، بينما الأوراق المالية الأخرى كلها مزورة. وصلت قيمة الأوراق المالية بالحقيبة إلى حوالي 275 مليون سنتيم، ما جعل رئيس المركز يدخل معه في مفاوضات وصلت إلى قدرته على منحه فقط مبلغ 175 مليون سنتيم، بينما 100 مليون سنتيم فستبقى كربح له، حيث ارتأى إفراغ الصندوق الحديدي والشباك الأوتوماتيكي التابعين للمركز، وزادهما مبلغ مالي مهم من ماله الخاص، وسلم الكل إلى المعني بالأمر. تسلم الإفريقي المبلغ المالي المهم مقابل حقيبته المملوءة بالأوراق المزورة، بحيث بعد يومين تقريبا تفحص بإمعان الموظف الأوراق المالية ، ليقف في آخر المطاف على أنها مزورة ، وأنه كان ضحية نصب واحتيال. أحس الموظف بالدوخة والدوران، وانتابه خوف كبير، ليقصد وقتها عناصر الشرطة من أجل وضع شكاية في الموضوع بعدما شرح لهم واقعته، حيث تم في آخر المطاف توقيف المتهم الإفريقي بأحد الأسواق التجارية، كما تم وضع الموظف رئيس المركز تحت تدابير الحراسة النظرية،كون المبالغ المالية المسلمة للإفريقي سلمت له من مال بريد المغرب دون سند قانوني.