تحولت محادثات الواتساب بين سكان المخيمات إلى محاكمة لمن وصفوهم بلصوص الذهب من قادة البوليساريو. فقد انكشفت أكذوبة الوزارات الوهمية للتعدين والثروات، بعدما كشف سكان المخيمات حقيقة هذا الوهم، وأن عناصر من قيادة البوليساريو تريد الاستفراد بسرقة ما يجمع عشوائيا من بعض المناطق التي تحتوي على معادن، منها الذهب. وكشفت التسجيلات الصوتية تبادل معلومات بين سكان المخيمات تفيد بمحاولة بعضهم البحث عن هذه المعادن بالمنطقة المسماة «ميجك»، إلا أنهم تعرضوا للمطاردة والتنكيل من قبل عناصر مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو مدججة بالأسلحة، كانت تستقل حوالي 25 سيارة قادمة مما يسمى ب«الناحية الثالثة ثم السابعة بالإضافة إلى قوة تدخل قادمة من الرابوني»، ويقودها المدعو «لارباس»، بالإضافة إلى المسمى محمد فاضل ولد أمربيه ولد البوخاري وسيد أحمد المولاي وولد التروزي علين. وحسب هذه التسجيلات، فإن هذه العناصر قامت بسلب كل ما وجدوه أمامهم من آليات، وكل ما تم تحصيله. عبارات الغضب التي ظهرت في هذه المكالمات أظهرت حقيقة الحصار، الذي تفرضه على الساكنة عناصر من قيادة البوليساريو، التي صدقت كذبة وزارة التعدين، واحتكرت عمليات الجمع العشوائي لبعض المعادن والأحجار، وحين عمد مجموعة من ساكنة لحمادة للبحث عن هذه المعادن لتغطية حاجياتهم تعرضوا للمطاردة والتنكيل. وقامت عناصر من ميليشيات جبهة البوليساريو بعمليات واسعة للتفتيش بالعديد من المناطق بعد شيوع خبر الاعتداء. ودرءا لانتفاضة داخل المخيمات، عمدت هذه المليشيات إلى مداهمة الخيام والبيوت بالرابوني، حيث قامت بترهيب النساء والأطفال والمسنين، الشيء الذي خلف استياء عكسته محادثات بين الساكنة على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم تكتف القوة التابعة لقيادة البوليساريو بسلب ونهب المعتدى عليهم، بل صاحب ذلك حجزهم لمدة ثماني ساعات، من الرابعة مساء إلى وقت متأخر ليلا، ناهيك عن تعرضهم للسب والشتم. كما تمت محاصرة أسرة المدعو حمودي ولد بشاري، الذي تلقى هو وأسرته أشكالا من التنكيل والترهيب. مصادر من بين المعتدى عليهم أفادت أن رجلا برجل مبتورة من مخيمات اللاجئين الصحراويين تم تجريده من آلياته، والتنكيل به بمنطقة «لغويرقة»، فيما تعرض شاب، لم يكشف المصدر عن اسمه، لضربة خطيرة على مستوى إحدى عينيه، ناهيك عن إطلاق النار من طرف المدعو علين ولد التروزي على سيارة أحد المعتدى عليهم، والذي نجا من موت محقق. المصادر ذاتها أكدت أن الميليشيات التابعة لقيادة البوليساريو كان يقودها المدعو «اكريكاو»، والذي تتحدث المصادر عنه قدومه سرا إلى هذه المناطق، حيث يعطي التعليمات من أجل سلب المعتدى عليهم والتنكيل بهم، لتحذير كل من يريد القيام بالفعل ذاته.