إكرام زايد فيلم "12 ساعة" للمخرج مراد الخودي، من الأعمال المتبارية في النسخة الحالية من مهرجان مكناس للدراما التلفزية ضمن مسابقة الأعمال التلفزية التي يرأس لجنة تحكيمها المخرج عبد الكريم الدرقاوي إلى جانب عضوية الفنانة نعيمة إلياس والإعلامي أحمد الدافري.. الأحداث تدور زمنيا في إطار لا يتعدى 12 ساعة، يبدو فيها الابن المتزوج (يلعب الدور الممثل أمين الناجي) متخليا عن والده العجوز المقعد بعد تركه في أحد الشوارع العمومية،أملا في إلحاقه بأحد دور العجزة. سلوك سيندم عليه الابن قبل أن يتوجه لمعاودة البحث عن والده، ويجده أخيرا بعد معاناة وعذاب ضمير سينتهي إلى اصطحابه مجددا للعيش معه في البيت..لهذا الوالد العاجز ابن آخر (يلعب الدور الممثل عمر لطفي)، يظهر من خلال أحداث الفيلم نشالا ومنحرفا غايته الهجرة السرية نحو أوربا والعيش هناك من خلال تواطئه مع خليلته (تجسد الدور الممثلة نسرين الراضي).. وبالتوازي مع هذه الشخصيات، تظهر شخصية السجين الذي يغادر قضبان السجن بعد قضائه ثلاثة عقود وراءها (يشخص الدور الفنان القدير عبد العظيم الشناوي) بسبب الجرائم المتعددة التي ارتكبتها في مرحلة الشباب..شخصية عجزت عن العيش مجددا وسط مجتمعها واستعادة معارفها، ينتهي بها المطاف إلى اختيار العودة مجددا للسجن رغم كل المستجدات التي طرأت، وذلك بعد يقينها أنها لا تدرك حقا كيفية الوجود خارج أسوار السجن. شخصية لعبها باقتدار كبير الفنان القدير عبد العظيم الشناوي، إلى جانب الممثلة القديرة سلوى الجوهري التي تلعب في هذا الفيلم التلفزيوني السيدة التي تولت تربية إحدى التوائم التي سرقها السجين القديم أيام شبابه.. ولعل من ميزات فيلم "12 ساعة"، إضافة إلى تعدد مواضيعه الاجتماعية على غرار التخلي عن الوالدين من طرف الأبناء والهجرة السرية والنشل وسرقة المواليد، اشتغال المخرج جواد الخودي مع ممثلين من مختلف الأجيال الفنية.