بطلب من دفاع الطرف المدني في ملف أحداث الحسيمة، ممثلا في الدولة المغربية، عرضت هيأة المحكمة بغرفة الجنايات الابتدائية الشريط المصور لما عرف بأحداث الجمعة التي تلت واقعة اقتحام ناصر الزفزافي للمسجد خلال صلاة الجمعة من أجل الاحتجاج على الخطيب. وكان المحامي محمد الحسيني كروط، دفاع الطرف المدني، قد عاد خلال جلسة اليوم الثلاثاء، من أجل تقديم ملتمس للمحكمة من أجل عرض شريط آخر على المتهم «عمر بوحراس» مدته 13 دقيقة و33 ثانية. وهو الملتمس الذي لم تعارضه النيابة العامة وأسندت النظر فيه إلى المحكمة لاتخاذ قرار بخصوص عرض الشريط أو رفض عرضه. وبعد استجابة المحكمة لملتمس عرض الشريط ظهر أنه يوثق للعملية التي سعت من خلالها عناصر القوات العمومية لإيقاف المتهم ناصر الزفزافي، عقب اقتحامه للمسجد، والذي يظهر أنه كان قد اعتلى سطح منزله ليلقي في المتجمهرين خطبة. كما أوضح ذلك الشريط الذي عرضته المحكمة أمس الاثنين على المتهم ذاته، ومدته 34 دقيقة، والذي ظهر فيه الزفزافي وهو يهدد بأنه إذا تم اعتقاله «سيدخل في إضراب عن الطعام والماء»، متهما وزير الداخلية بأن «لا وطنية له». لكن شريط اليوم أظهر بجلاء العديد من الأشخاص وهم يرشقون القوات العمومية بالحجارة، خاصة ممن انتشروا بين الأزقة المجاورة لمنزل ناصر الزفزافي، الواقع بما بالحي المسمى «ديور الملك»، وكذلك بعض من كانوا فوق أسطح المنازل التي لا يتجاوز علوها طابقا واحدا حيث ظهر بعضهم بحمل عصيا وحجارة. ليركز دفاع الطرف المدني على مساءلة المتهم بوحراس عن الأشخاص الذين كانوا على الأسطح وعددهم، ليرد المتهم أنه لا يعرف عددهم كما لا يعرف هوياتهم، مركزا على أن شخصين ممن كانوا يرشقون بالحجارة وجدهم معهم في سيارة "الصطافيط" التي أقلته إلى مقر الفرقة الوطنية، زاعما أن عناصر الأمن كانت ترشق الحجارة. لكن ممثل النيابة العامة عاد ليواجه المتهم بتصريحات أحد الشهود المسمى «طارق.ز» الذي أفاد في محضر التعرف على المتهم أنه عاينه وهو يرشق القوات العمومية بالحجارة، حيث جدد ممثل النيابة العامة ملتمسه القاضي باستدعاء الشاهد طارق، ليعلن رئيس الهيأة أن المحكمة سبق أن أصدرت قرارا لاستدعاء الشاهد المذكور، مؤكدا أن المحكمة ستعمل على الاستماع إلى إفادته ومواجهته بالمتهم.