وسط قلقٍ عالمي من نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الشؤون الدولية، حمل مسؤولون أميركيون رسالة لتجمُّعٍ من نخبة السياسة الخارجية الأوروبية عطلة هذا الأسبوع: لا تعيروا انتباهاً للرجل الذي يُغرِّد من خلف الستار. وقدَّم أعضاء بالكونغرس الأميركي -جمهوريون وديمقراطيون- وكبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب النصحية نفسها سراً وعلانية، وتصادموا في كثيرٍ من الأحيان مع تغريدات ترامب: لا تزال الولاياتالمتحدة ملتزمة بثباتٍ بحلفائها الأوروبيين، وغاضبة من الكرملين بشأن التدخل في الانتخابات، ولا تفكر في توجيه ضربة استباقية لكوريا الشمالية بهدف وقف برنامجها النووي، بحسب ما نشرته صحيفة The Washington Post الأميركية. التصميم على تجاهل تغريدات ترامب حول السياسة الخارجية كان أمراً مشتركاً بين كلا الحزبين، فقد قالت السيناتور جين شاهين، الديمقراطية عن ولاية نيوهامشير، أمام جمهورٍ يتألف في معظمه من نخبة السياسة الخارجية الأوروبية، أمس الأحد، 18 فبراير: "هناك المزيد من الدعم لمواصلة سياساتنا الماضية أكثر مما قد يبدو من بعض التصريحات. وهذا الإجماع يأتي من أولئك الذين يضعون السياسة موضع التنفيذ فعلاً". وقال النائب مايكل تيرنر، الجمهوري عن ولاية أوهايو: "القيم هي نفسها، والعلاقات هي نفسها. ما ترونه بالفعل هو أنَّ هذه الإدارة مستعدة للضغط على الأنظمة". وتسبَّب السؤال حول مَن يجب على المسؤولين الأوروبيين تصديقه -الرئيس أم مستشاريه- في إرباكهم. واعترف وزير الخارجية الألماني زغمار غابرييل السبت أنَّه لا يعرف أين ينظر كي يفهم أميركا. وتساءل: "إلى الأفعال؟ أم التصريحات؟ أم التغريدات؟". وقال إنَّه ليس متأكداً إن كان يمكنه التعرُّف على الولاياتالمتحدة. وبعيداً عن وهج الكاميرات التلفزيونية، ردَّد الكثير من الدبلوماسيين وصانعي السياسة الأوروبيين نفس المخاوف. فسأل دبلوماسي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هُويته لتجنُّب إثارة ترامب، حول ما إذا كان صانعو السياسة، الذين يلتزمون بشكلٍ كبير بمواقف السياسة الخارجية الأميركية التقليدية يسقطون في نفس الفخ الذي سقطت فيه النخبة الألمانية إبَّان صعود هتلر، حين واصلوا العمل في حكومته تحت مُسمَّى حماية أمتهم. وقال الدبلوماسي إنَّ الإجابة ربما يُعثَر عليها بعد "حربٍ نووية"، التي يخشى أنَّ نهج متشددي إدارة ترامب تجاه كوريا الشمالية قد يثيرها. ويبدو بالفعل أنَّ التأكيدات حول أنَّه لا شيء أساسياً تغيَّر حيال التزام واشنطن بالعالم قد هدَّأ بالفعل بعض المخاوف بين بعض الحلفاء، لا سيما ما يتعلَّق بالتزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن الحلفاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد تهديد العدوان الروسي. ففي دول البلطيق، التي تحد روسيا، أثار انتخاب ترامب مخاوف حول التزامات الولاياتالمتحدة تجاه الناتو. لكنَّ ذلك الشك "انتهى" الآن كما قالت الرئيسة الإستونية كريستي كاليولايد في مقابلةٍ، مرحِّبةً بزيادة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التزاماتها العسكرية في أوروبا الشرقية.