قد تمتد بك الصفاقة إلى حدود قصوى إذا كنت عديم الحياء، وقد تتمادى في تجرئك على كل شيء إلى أن تعتبر دم شاب تحوم شكوك حول قتلك له أمرا غير ذي بال ومجرد مزايدات سياسوية يراد من خلالها إخضاع حضرتك لأنك آخر المعارضين في هذا الزمن الأغبر. لذلك لن يستغرب الناس أن تتزعم حملة للتضامن مع كاتب أجنبي متهم في بلد آخر غير بلدك بالاغتصاب وأن تنظم له حفلا بالكامل في الدارالبيضاء تهاجم خلاله العدالة الفرنسية وتعتبر أنها تحيك مؤامرة للإيقاع بأخيك في اللعب بمشاعر الدين والمتاجرة بالإسلام الأمر يتعلق بالمستشار البرلماني عبد العالي حامي الدين الذي يرفض احترام القضاء المغربي، والذي لم يعد مكتفيا بتحقير قضاء وطنه، بل أصبح يطمع في تحقير قضاء دولة صديقة مثل فرنسا من خلال تزعمه لنشاط تضامني السبت المقبل في الدارالبيضاء مع طارق رمضان المتابع إثر شكايتين تقدمت بهما سيدتان تقولان إن المفكر الإسلامي قد اغتصبهما عنوة منذ سنوات نعجب فعلا لهذا التضامن المعيب، ونتساءل لماذا لم ينظم هؤلاء المفكرون العظام وهؤلاء المعارضون الكبار ندوات مماثلة تضامنا مع كل متهم بالاغتصاب في كل أماكن العالم، ثم نتذكر أن الحياء عملة نادرة لدى هذا النوع من البشر، وأن من يتجرأ على شيء أول مرة لن يجد غضاضة في أن يتجرأ على بقية الأشياء مرات ومرات ما الذي يريده من دعوا لهذا النشاط التضامني المعيب؟ هم يريدون فقط نصرة أخيهم مرة أخرى وإن كان ظالما وقد سبقهم ابن كيران وقال في قضية حامي الدين وآيت الجيد للعدالة المغربية « لن نسلمكم أخانا » تماما مثلما سبقهم من افتضح أمر زيجته العرفية في المغرب صحافي « الجزيرة » أحمد منصور حين كان أول من هب للدفاع عن طارق رمضان دون انتظار حكم القضاء الفرنسي ألا يقول المثل إن الطيور على أشكالها تقع؟ بلى يقولها وماأصدقه فعلا من مأثور