يبدو أن وضع الوزير الأول الجزائري بات مهددا بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة، وقرار الرئيس بوتفليقة بالتراجع عن خطته بالخوصصة، ماجعله يقرر البحث عن مخرج لأزمته. أحمد اويحيى، في عز الأزمة التي تهدد مستقبله السياسي، لم يجد من وسيلة سوى مااعتاد الساسة الجزائريون القيام به، وهو تصدير الأزمة نحو المغرب. فتماما كما فعل وزير الخارجية سلال قبل أسابيع، حين وجد نفسه محاصرا في مؤتمر اقتصادي جزائري، عاجزا عن تبرير تدوهو اقتصاد الدولة البترولية، وادعاء أن اقتصاد المغرب الذي يتفوق كثيرا عن اقتصاد بلاده، بكون ذلك مرتبط بتهريب المخدرات، لاك أويحيى نفس الترهات اليوم. أويحى اتهم هو كذلك المغرب بإغراق الجزائر بالحشيش و الكوكايين، حيث قال الأمين العام لحزب السلطة الثاني في الجزائر "التجمع الوطني الديمقراطي"، في كلمة خلال افتتاح الدورة الرابعة للمجلس الوطني للحزب، ما أسماه تصرفات "أولئك الذين يحاولون من الخارج إغراق بلادنا بقوافل من الحشيش والكوكايين" في إشارة إلى المغرب. وفي إشارة واضحة للمغرب قال أويحيى "الأمر يتعلق باعتداء حقيقي على شعبنا من خلال محاولة تسميم شبيبتنا، وكبح مسار تنميتنا، كما يعد إهانة خطيرة للمستقبل المشترك للشعوب المغاربية". وفي رسالة أخرى للمغرب جدد رئيس الوزراء الجزائري، تضامن حزبه مع جبهة "البوليزاريو"،وقال: "الشعب الصحراوي الشقيق من أجل تكريس حقوقه المشروعة". وأشاد بما اسماه " "النجاحات المتوهجة التي حققها الجيش الجزائري وقوات الأمن أمام بقايا الإرهاب الأخيرة، وضد الشبكات الإجرامية العابرة للحدود، لاسيما تجار السلاح والمخدرات". وبالرغم من كون كل هذه الاتهامات المجانية أصبحت لاتقنع آحدا بجديتها، لكنها بالمقابل تؤكد بالملموس، أن الوضع داخل الجزائر أصبح ملتهبا وأن البلاد على حفا الانفجار، كما وصفت ذلك صحيفة فرنسية الأسبوع الماضي، حين تحدثت عن وصول بلاد بوتفليقة لمرحلة اللاعودة، وقرب انفجار البرميل الذي أصبح أكثر من ملتهب.