نظمت السلطات الإيرانية مسيرات حشدت فيها الآلاف من عناصر أمنية في زي مدني وموالين لها لمواجهة أكبر احتجاجات ضدها في عشر سنوات. وقامت الأجهزة الأمنية بتسيير الحشود في عدد من المدن، خصوصا في الأحواز، واراك، وإيلام وكرمنشاه، وغرغان، ووفرت تغطية تليفزيونية رسمية. ورفعت العناصر الموالية لافتات تدين "مثيري الشغب" وهم يرددون هتافات مؤيدة للمرشد علي خامنئي الذي يواجه أزمة كبيرة كون الاحتجاجات هذه المرة انصبت على مطالب برحيله. وظهرت لافتات حملت شعارات معتادة من بينها "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، في محاولة لتصوير الاحتجاجات المعارضة بأنها مؤامرة خارجية. وتشهد ايران منذ أيام تظاهرات احتجاج على الصعوبات الاقتصادية وضد السلطة الحاكمة، قتل فيها 21 شخصا على الأقل في منذ بداية هذه الاحتجاجات في 28 دجنبر في مدينة مشهد. وتفيد أرقام نشرتها السلطات أن 450 شخصا أوقفوا في طهران منذ مساء السبت ومئات آخرين في المحافظات الأخرى، في محاولة لسحق الانتفاضة التي تتسع. وتعد المظاهرات التي بدأت الأسبوع الماضي أخطر ما شهدته إيران من احتجاجات منذ انتفاضة عام 2009، التي نجمت عن إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. والاحتجاجات السياسية نادرة في إيران، حيث تنتشر أجهزة الأمن بشكل واسع. ومع ذلك فقد شارك عشرات الآلاف في الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد منذ يوم الخميس. وفي بادرة على أن النظام يعتبر الاحتجاجات تطورا خطيرا، اتهم مرشد النظام، علي خامنئي، من وصفهم بأعداء إيران بإثارة القلاقل. وقال خامنئي، صاحب السلطة العليا في نظام الحكم المعقد، إنه سيوجه كلمة إلى الشعب عن الأحداث الأخيرة "في الوقت المناسب". ووفقا للتقارير الواردة من داخل إيران، فقد امتدت المظاهرات إلى 40 مدينة على الأقل، بما في ذلك العاصمة طهران.