غصت جنبات قاعة المؤتمرات بمكناس التي كانت تعقد أشغال دورتها، صباح الاثنين 11 دجنبر الجاري بالمئات من عاملات شركة سيكوميك التي أغلقت ابوابها في وجههن وتركتهن عرضة للتشرد رفقة أبنائهن وأسرهن. العاملات بمجرد أن أثار عباس لومغاري مستشار بالمعارضة قضيتهن رغم عدم إدراجها بجدول الأعمال، واعترف بوجود مؤامرة حيكت ضد حوالي 700 عاملة وأسرة، جلها مهددة بالتشرد والسجن لانخراطهن في عدة قروض، اهتزت القاعة بهدير قوي من الشعارات التي صدحت بها حناجرهن. ولم ينفع استنكار الرئيس عبد الله بووانو، لإسكات المحتجين، إذ أن صوتهن وإصرارهن كان أقوى، زادت في قوته حرقتهن على فقدان شغلهن وعدم نسلم أجرهن منذ ثلاثة أشهر، ليجدن أنفسهن دون مورد يجابهن به مصاريف الحياة. عبد الله بووانو حاول إخماد نار الاحتجاج بالوعد تارة وبالوعيد الضمني تارة أخرى، حيث قال للمحتجين،" لا تجعلوا الاخر ضدكم، فالجميع معكم..هذا ماشي الشارع"، معلنا عن التزام المجلس باتخاذ شكل تضامني مع كل مستخدمي معمل سيكوميك، باعتبار أن المجلس ليس طرفا في المشكل القائم. ممثل حزب الجرار المعارض المصطفى المريزق، طلب نقطة نظام، ليرفض ما وصفه ب " اغتصاب حقوق" من ينتج فائض القيمة والتروة، مؤكدا أن مكناس تعاني مع التوزيع غير العادل للثروة، مطالبا بخلق لجنة يترأسها بووانو وتضمن جميع مكونات المجلس لدعم ملف عمال وعاملات سيكوميك، وهو ما أيده عبد الله مشكور عن حزب الحصان المعارض. وأكد هذا الأخير أن هذه الشريحة تعرضت للنصب والاحتيال، كما وقع لعمال اخرين سبقوهم في مؤسسات انتاجية أغلقت أبوابها، مثمنا الاستثمار، لكن ليس الاستثمار المتوحش حسب تعبيره. هذه المقترحات التي اضطر عبد الله بووانو لقبولها بإضافة نقطة عاملات ومستخدمي سيكوميك للبيان،حيث تم انتذاب مستشار من كل فريق بالمجلس ليجلسوا مع ممثلين عن العمال بمكتب الرئيس لتسطير صيغة للدعم والمؤازرة في أفق حل المشكل وانفراج الأزمة، رغم ملامح اليأس و عدم الثقة البادية على محيا كل المحتجين الذين يعتبرون معركتهم ضد أسماءشخصيات وازنة بمكناس. ويشار أن عاملات ومستخدمي معمل سيكوميك بمكناس لم يتسلموا أجورهم منذ ثلاثة أشهر بعد إغلاق المعمل رغم الاجتماع الذي عقد تحت إشراف عامل مكناس عبد الغني الصبار، حيث أبدى استعداده لاستلام تسبيق للأجر مقابل حل أزمة قدر في 1000 درهم، وهو الذي لم يحدث وتسبب في تأجيج الوضع، لينخرطوا في اعتصامات مسيرات احتجاجية يومية، مع التلويح باحتجاجات أكثر تصعيدا.