لم تكن مضيفة طيران تقطن بمدينة المحمدية، تتوقع أن من قدم لها نفسه كفارس أحلام ووعدها بالزواج، ليس سوى فتاة تعتبر من أخطر النصابات على الصعيد الوطني، بعد أن نصبت عليها في مبلغ يقدر بحوالي 10 ملايين سنتيم. أصل الحكاية انطلقت حين تعرفت المضيفة على ما كانت تعتقده أنه شخص، عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، قدم لها نفسه كطبيب يشتغل بالقوات المسلحة الملكية بالأقاليم الصحراوية وينتمي لعائلة ثرية. وبعد أن توطدت العلاقة بينهما شرعا في تبادل الصور وكذلك أرقام الهواتف النقالة وإجراء اتصالات هاتفية بينهما، حيت كانت النصابة تتقن تغيير صوتها ليصبح كصوت رجولي، ولكي تتم طمأنتها أكتر تلقت المضيفة في إحدى المرات مكالمة هاتفية من فتاة، زعمت لها أنها شقيقة الطبيب وأن كافة أفراد الأسرة يرحبون بها كزوجة بعد أن شاهدوا صورها . وبمجرد شعور النصابة بكون المضيفة قد سقطت في الفخ وبلعت الطعم، وأن علاقتها قد توطدت بمن تعتقد في قرارة نفسها أنه طبيب وزوجها المستقبلي، انتقلت إلى المرحلة الثانية، حيت أسرت لها وهي دائما تنتحل صفة طبيب أنها تعيش في مشاكل مالية بعد نشوب نزاع مع أفراد عائلتها، وأنها في حاجة ماسة لمبالغ مالية لتجاوز هذه المرحلة وستعيد لها كل المبالغ المالية في أقرب فرصة. وبالفعل فقد شرعت المضيفة في إرسال مبالغ على دفعات قدرت في مجموعها بحوالي 10 ملايين سنتيم، لتقوم النصابة بعد ذلك بقطع كل صلة لها مع المضيفة، التي عرفت بشكل متأخر أنها سقطت ضحية نصاب، لتتقدم بشكاية لمصالح الشرطة القضائية بالمحمدية التي فتحت تحقيقا معمقا في الموضوع، وتمكنت من تحديد هوية من كانت تعتقد أنه نصاب استنادا لحسابه بالفيسبوك. قادت تحريات شرطة المحمدية إلى مدينة مراكش، وكانت مفاجأة عناصر الشرطة حين وجدوا أنفسهم أنهم أمام نصابة وليس نصاب، والتي كانت تقوم بتغير طفيف على شكل وجهها ليبدوا كأنه وجه رجولي، وتنشر صورها على الفيسبوك، لتتمكن بهذه الطريقة من اصطياد العشرات من الفتيات والنساء. وبينت التحقيقات أن الضحايا كن يحلمن بالزواج من طبيب تتوفر فيه كافة شروط الوسامة، ليتعرضن للنصب عليهن في مبالغ مالية كان أقلها خمسة آلاف درهم، فيما تمكنت النصابة من جمع ثروة تزيد عن أربعين مليون سنتيم . وسيتم تقديم المتهمة رفقة الضحية للمحكمة الابتدائية فور انتهاء التحقيق ، فيما تواصل عناصر الشرطة القضائية بالمحمدية تحرياتها لتحديد هوية كل الضحايا اللواتي نصبت عليهن في المبالغ المالية.