بصوت متهدج يشبه الهمس تختلط فيه نبرات الحزن بنفحات الألم التي لازالت تعتصر قلب المتحدثة ، جاهدت ضحية رصاص الغدر بمقهى "لاكريم" فاطمة الزهراء الكمراني الطالبة بكلية الطب التي تلقى جسدها إحدى الرصاصات اخترقت منها الكبد والأمعاء،لتوصيف ما حدث تلك الليلة. المعنية التي انقذتها الألطاف الإلهية ومجهودات الطواقم الطبية من موت محقق، قررت بعد أن تتحامل على وضعها الصحي بعد تماثلها للشفاء، وتعقد ندوة صحفية بذات المصحة الخاصة التي أفردت لها مساحة العلاج بعد إصابتها مباشرة. مساء أمس الثلاثاء (14 نونبر) استقبل فضاء المصحة المذكورة مجريات الندوة الصحفية، حيث ظهرت الطالبة محفوفة بالدكتور يوسف الأطرش الصيدلاني الذي سارع بإسعافها بموقع الحدث، حيث صادف وجوده بالمقهى ، و مصطفى إداعلي البروفيسور الذي أشرف على علاجها وإنتشالها من مخالب موت محقق. المهدي المستاري الضحية الثالث الذي تلقى رصاصة على مستوى الفخذ، وسهر نفس الطاقم الطبي على فترة علاجه ، كان بدوره بين الحضور المؤثثين لمنصة الندوة، حيث أسهبت فاطمة الزهراء في إظهار شكرها وامتنانها لكل من ساهم في علاجها وشارك في مواساتها ومد شبكة تشجيع وتضامن من حولها. لم يفتها وهي في عز أجواء الإحتفاء والعرفان بالجميل أن تذكر بمدى الآلام الذي سببه محاولة البعض الركوب على الحدث لنشر إشعاعات ومغالطات ما أنزلت بها دروب الحقيقة من سلطان، دون أدنى مراعاة لشعور أفراد أسرتها الصغيرة، الذين وجدوا أنفسهم في قلب " زوبعة" من الإشاعات والتسريبات البعيدة كل البعد عن واقع الحال وحقيقة الأمور. زميلها " حمزة الشايب" الذي اغتاله رصاص الغدر، كانت روحه حاضرة ترفرف على فعاليات الندوة، حين خصته زميلته بالذكر الحسن والثناء على أخلاقه العالية وسمعته الطيبة وسط جميع زملائه وأساتذته بكلية الطب، دون أن تغفل تقديم كامل المواساة لأسرته وذويه الذين لازالوا يعيشون"آلام فقد" شاب عزيز، تشرف ويشرف به كل أسرة وعائلة. باقي تفاصيل الحدث وكيف عاشت لحظة الهجوم الغادر على رواد المقهى الآمنين المطمئنين، بقيت طي روايات الآخرين، بالنظر لكون ذاكرة المعنية لم تحتفظ سوى بإصابتها الخطيرة على مستوى البطن وارتمائها مضرجة بدمائها على إسفلت المقهى، والدكتور يوسف الأطرش يحيطها بإسعافاته دون أن تنال من هدوئه كل مظاهر الهرج والمرج التي عمت المكان لحظة اقتراف الجريمة.