في جنازة مهيبة، ووري الثرى عصر أمس السبت بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء، الفاعل الجمعوي والصحافي لحسن درميش، وذلك بحضور حشد من أصدقائه ومعارفه. وتوفي لحسن درميش صباح أمس السبت بمصحة المعهد المغربي لجراحة القلب الخاصة التي دخلها منذ قرابة شهرين لإجراء عملية جراحية لم تكلل بالنجاح. درميش لحسن ابن دوار أداي بتافروات، وواحد من الفاعلين الجمعويبن المعروفين بمنطقة تافراوت، قضى حياته مناضلا من أجل النهوض بأوضاع المنطقة على أصعدة كثيرة. كما يعتبر درميش واحدا من مؤسسي مهرجان تيفاوين الثقافي الذي تحتضنه تافراوت سنويا. و كان الراحل مكلفا بالعلاقات العامة للمهرجان و أسهم كثيرا في نجاح هذه التظاهرة الثقافية. كما كان يشرف بشكل خاص على فقرة الزواج الجماعي التي تعد واحدا من اللحظات القوية لتيفاوين على امتداد دوراته. سمعة درميش تجاوزت البعد النضالي،إذ كان معروفا في الوسط الفني الأمازيغي حيث عاصر الفترات الأولى لبروز الرعيل الأول لهذه المجموعات خاصة مجموعتي إزنزارن و أرشاش،و كان له الفضل في تنظيم السهرات الأولى لها و التي عرفتها بالجمهور الأمازيغي و المغربي عموما. نشاط درميش امتد ليبلغ البعد التظامني حيث ساهم في العديد من المبادرات الإنسانية لساكنة منطقة تافراوت و المناطق المجاورة لها. أما الجانب المهني لدرميش فقد برز الرجل بشكل واضح من خلال إشرافه على إصداره منشورين خاصين بمنطقة سوس. يتعلق الأمر بمجلة "التواصل الجمعوي" و جريدة "السوسية للأخبار" اللتان كانتا تهتمان برصد جميع أحبار سوس و تميطان اللثام عن المشاكل و الأوضاع بالمنطقة. وفي ذات السياق، أشرف درميش خلال شهر ماي من هذه السنة على تنظيم الدورة الأولى لملتقى"اولتما" بالبيضاء الذي خصصه الرجل في مبادرة فريدة و أولى من نوعها للمرأة الأمازيغية للتعريف بمختلف إسهاماتها في العديد من المجالات. و كان آخر نشاط للراحل، حضوره ضمن فعاليات الدورة 12 لمهرجان تيفاوين و الذي غادره مباشرة ليعود إلى الدارالبيضاء ليدخل مصحة القلب الخاصة التي قضى بها آخر أيامه قبل أن يغادر الدنيا الى دار البقاء وذلك عن سن الستين سنة. رحم الله درميش و إنا لله و إنا إليه راجعون.