جمعة حزينة في دنيا المال والأعمال والفن والإعلام والجمال بيير بيرجي رفيق المصمم العالمي إيف سان لوران يرحل عن الدنيا عن 86 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، بيير بيرجي يودع أصدقاءه وأحباءه الكثر عبر العالم بعد مسيرة طويلة وناجحة في مجال المال والأعمال والموضة ودعم الفن والإبداع عبر مختلف دول العالم ومنها المغرب، بيير بيرجي الذي أسس مع إيف سان لوران دار وماركة الأزياء الشهيرة ( إيف سان لوران ) و جمع بين اسمه واسم رفيقه في مؤسسة بيرجي سان لوران التي قدمت الكثير للتراث والثقافة والفن في الكثير من بقاع العالم يغادر العالم تاركا آثارا وشواهد كبيرة وقيمة تشهد على عطائه . حبه وصداقته وتقديره للمغرب كما رفيق دربه الذي سبقه في وداع الدنيا حظي بتقدير وعرفان أعلى سلطة في البلاد عندما استقبله جلالة الملك في عام 2016 بصفته رئيس مؤسسة حدائق ماجوريل ووشحه بالحمالة الكبرى للوسام العلوي وبالمناسبة نوه جلالة الملك ب « المعرفة العميقة وبمساهمة السيد بيرجي لفائدة النهوض والمحافظة على التراث التقليدي المغربي » كما أشاد أيضا بالانخراط الشخصي وبالوقت الذي يخصصه السيد بيرجي لمختلف مشاريعه الثقافية في المغرب من قبيل متحف المؤسسة بمراكش . و كثيرة هي الشواهد والآثار في المغرب التي تدل وتشهد بقوة على مساهمات الراحل ورفيق دربه الراحل إيف سان لوران في الحفاظ على التراث التقليدي المغربي وأيضا العديد من المعالم ، نذكر منها حدائق ماجوريل التي أنقذها هذا الثنائي من الضياع وأعطاها حياة وقيمة أخرى والمتحف الأمازيغي الذي أقيم في حدائق ماجوريل وهو الأول من نوعه في المغرب (200 متر مربع و يقدم حوالي 600 قطعة فنية ومن الصناعة التقليدية ...) وقبل رحيله كان ببير بيرجي قد أعلن في باريس عن افتتاح متحفين لإيف سان لوران، الأول بجوار حديقة ماجوريل بمراكش ومتحف آخر بباريس وقد حدد تاريخ افتتاح المتحفين في أكتوبر المقبل ( ثالث أكتوبر بباريس و السادس عشر من الشهر نفسه بمراكش ) لكن الموت لم يمهل هذا الرجل الاستثنائي ليرى هذين المشروعين والحلمين يتحققان أمام عينيه . وإلى جانب شهرته في المغرب فقد استطاع بيير بيرجي أن يصنع له اسما كبيرا في فرنسا وفي العالم ككل سواء في محال المال و الأعمال والموضة والفن أو الصحافة والإعلام ،ونذكر في هذا السياق ترؤسه لمجلس رقابة الشركة التي تصدر اليومية الفرنسية الشهيرة لوموند ( مالك غالبية الأسهم )... ويذكر للراحل أنه كان من أشد المدافعين عن الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران وقد خلف رحيله حرنا في العديد من الأوساط الثقافية والسياسية الإعلامية الفرنسية فقد نعاه وزير الثقافة الأسبق ومدير معهد العالم العربي بباريس جاك لانغ بالقول بأنه كان مناضلا على العديد من الجبهات ، معارك من أجل الثقافة والحرية ، عمله كبير جدا كما اعتبره الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا شخصية استثنائية وأضاف أنه ساهم مع إيف سان لوران في إشعاع التميز الفرنسي ، الوزير الأول الفرنسي السبق مانويل فالس قال في حق الراحل بأنه كان رجل الشغف ، الممثل غيوم غاليين الذي جسد شخصيته في فيلم « إيف سان لوران » اعتبر أن يوم رحيله يوم حزين مذكرا بنضالاته على العديد من الأصعدة الثقافية ومجال الحريات ، الفيلسوف الفرنسي بيرنار هنري ليفي قال بأنه رحيل بيير بيرجي خلف حزنا كبيرا مودعا إياه باعتباره صديقا وفيا ومناضلا للقضايا المشروعة والعادلة وللفنان لشخصه وللآخرين وللحياة .