بعد يومٍ من الاشتباكات والوحشية العنصرية وحالات الوفاة في ولاية فرجينيا الأميركية، تساءل حاكم الولاية تيري ماكوليف: "كيف وصلنا إلى هذا الحد؟". يكمن السؤال الأكثر أهميةً بعد أحداث مدينة تشارلوتسفيل الأميركية، وغيرها من الأحداث القاتلة في مدن فيرغسون، وتشارلستون، ودالاس، وسانت بول، وبالتيمور، وباتون روغ، والإسكندرية الأميركية، في المصير الذي تُساق إليه الولاياتالمتحدة. تتساءل الكاتبة الأميركية روبن رايت، في مقال لها بمجلة ذا نيويوركر التي تكتب فيها منذ عام 1988، حول مدى هشاشة الولاياتالمتحدة، ذلك البلد الذي لطالما اعتُبِر الديمقراطية الأكثر استقراراً في العالم؟ إذ صارت الأخطار الآن أكبر من مجرد مجموعة حوادث عنف. وقال مركز قانون الحاجة الجنوبي في فبراير الماضي: "حقَّقَ اليمين المُتطرِّف نجاحاتٍ في دخول التيار العام السياسي في السنة الماضية أكثر مما حقَّقه على مدار نصف قرن". ويوثِّق المركز أكثر من 900 مجموعة كراهية (والعدد يتزايد) في الولاياتالمتحدة. وتؤكد رايت في مقالها أن الاستقرار الأميركي صار اتجاهاً خفياً على نحوٍ متزايد في الخطاب السياسي. "في وقتٍ سابق من العام الجاري بدأتُ محادثةً مع كيث ماينز حول اضطرابات أميركا. وقضى ماينز مسيرته المهنية، سواء حين كان يخدم في القوات الخاصة التابعة للجيش الأميركي، أو في منظمة الأممالمتحدة، أو في منصبه الحالي بوزارة الخارجية، في إجراء أبحاثٍ عن حروبٍ أهلية في بلدان أخرى، وعاد إلى واشنطن بعد 16 عاماً ليجد أنَّ الظروف التي كان يراها تؤجج نزاعاتٍ في الدول الأخرى ظاهرةٌ الآن في وطنه. وصار هذا هاجساً يطارده". وتضيف الكاتبة الأميركية "في مارس الماضي كان ماينز واحداً من عدة خبراءٍ في الأمن الوطني طلبت منهم مجلة فورين بوليسي الأميركية تقييم مخاطر نشوب حربٍ أهلية ثانية - بالنسب المئوية. واستنتج ماينز أنَّ الولاياتالمتحدة تواجه خطر نشوب حرب أهلية بنسبة 60% في غضون فترةٍ تتراوح بين الأعوام العشرة والخمس عشرة المقبلة. وتراوحت توقعات خبراءٍ آخرين بين 5% و95%. وبلغت نسبة الإجماع الواقعي 35%. وكان ذلك قبل 5 أشهرٍ من حادثة تشارلوتسفيل".