لاوصف للعنوان والموضوع المرافق للعنوان اللذان "رصعت" بهما جريدة مغربية متم الأسبوع الفارط صدر صفحتها الأولى إلا "اللعب بالنار". عندما نتعمد الكذب، وتقديم الكذب على أنه عمل مهني، وعندما نتعمد وضع عنوان مثير لهذا الكذب، وعندما نصر في تصفيفنا وفي عنونتنا وفي تمادينا في كل شيء على هذا الكذب وعلى هذا اللعب بالنار، وإن أضر الأمر في نهاية المطاف بالبلد ككل، فمعنى ذلك أننا لانقدر نهائيا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا نعترف أننا نجد صعوبة في الكتابة عن هذا الموضوع لأن الأمر يتعلق ب"منشور" يكن صاحبه العداء كل العداء لهاته التجربة، لأنها تذكره أولا ببدايته وهو يريد نسيان هذا الأمر، عكس الأوفياء الحقيقيين، وثانيا لأن الخط التحريري الواضح الذي انتهجته هاته الجريدة يتناقض تماما مع خط الصيرفة الغامض، وحساب البورصة الملتبس الذي ارتضاه المذكور لنفسه مسارا صحافيا أو شبه صحافي مما يحاسب عليه لوحده، ومما لادخل لنا فيه نهائيا، إلا في حالة واحدة حين تمس عمليات الصيرفة هاته الوطن، وحسابات الوطن، هنا يصبح الصمت مشاركة فعلية في جريمة التضليل والكذب لأجل المصلحة الصغيرة العابرة وإذ نفهم أن يلعب ذلك المنشور لعبة ادعاء الدفاع عن كل ضحايا "التحكم" المزعوم من شباط إلى ابن كيران مرورا بما تريدونه، ومن تريدونه من أسماء هذا المشهد الحزبي الحزين، لا نستطيع أن نمرر ماكتب بخصوص المطالبة الكاذبة بحكم الإعدام في حق الزفزافي ورفاقه، لأن تمرير هذا الأمر يعني المصادقة على تحولنا جميعا إلى مشاركين في عملية الابتزاز المكشوفة والمعلنة وغير المهتمة بشيء إلا مصلحتها التافهة والصغيرة المهنة هي أول من يجب أن ينتفض ضد ممارسة من هذا النوع، والمهنة هي التي يجب أن تقول لصاحب هذا المنشور، وهو شخص لا يكف عن إلقاء الدروس على مسامع الجميع، من أكبرنا إلى أصغرنا إنه بلغ حدا لا يطاق من الوقاحة والصفاقة وقلة الحياء فعلا ما المراد من عنوان حكم الإعدام الكاذب؟ المراد الوحيد هو إشعال البلد وإحراق المنطقة المعنية بذلك الكلام، والوقوف تصديا لمحاولات إعادة الهدوء إلى الحسيمة، وهو الهدوء الذي سجله الجميع بعد خطاب عيد العرش، وهو أيضا نفس الهدوء الذي لم يرق للجهات التي تشغل المنشور إياه وصاحبه المتخصص في الصيرفة بكل أشكالها منذ القديم نحن هنا أمام نازلة خطيرة، لا وجود فيها لحرية تعبير أو حرية صحافة أو حرية تحليل أو حرية قراءة نحن هنا أمام كذب واضح فاضج، وأمام جهل بالقانون المحدد لعمل النيابة العامة، وأمام تجاهل أعمى لكل مساطر القضاء وأمام نشر خبر زائف وكاذب بغرض الإضرار بالوطن، فقط لا غير . في حالة مثل هاته يصبح ضروريا من كل واحد ينتسب لهاته الحرفة أن يقول هو الآخر "كفى"، وأن يذكر الجميع أن للعب حدودا لا يجب تجاوزها لأن في هذا التجاوز تهديدا لنا جميعا ولابأس أيضا من التذكير ببديهية أخرى لتأكيد هاته الخطورة: عندما ينشر موقع من المواقع المغربية كيفما كان صيته خبرا لا يكون للنشر نفس الوقع مثلما تنشره جريدة ورقية. نحن في المغرب لا زلنا نصدق ونثق في المنشور ورقيا ونعطيه الهالة التي ورثها من زمن سابق، حين كانت الصحافة تحترم نفسها، وحين كان الكبار هم من يسيرون دواليبها، قبل أن تصبح اليوم مستباحة حد بيع الجسد والمفاخرة ببيع الجسد هذا على قارعة الطريق، وأمام الجميع صوت ما من داخل مهنتنا، يجب أن يرتفع لكي يقول لنا جميعا إن اللعب بالوطن مرفوض، وأن من يقوم بذلك هو خصم لنا جميعا، وليس خصم جريدة يجمعه معها شنآن من هذا النوع أو من الآخر. هاته الخصومة لأجل الوطن، تستحق كلاما كثيرا، وتستحق انتباها أكثر، لأن الواضح اليوم هو أن الأمر لاعلاقة له بأخطاء مهنية قد يقع فيها الجميع الأمر اليوم يتعلق بمهام مدفوعة الأجر، يتم تنفيذها على دفعات، وعن سبق إصرار وترصد. وهذه ليست قراءة أو تحليلا أو مجرد تأويل. هذه حقيقة دامغة، سيأتي تأكيدا وقت ما وسنطرح تفاصيل التفاصيل فيها بالأرقام والمستندات والعلاقات في انتظار ذلك، للمهنة دور عليها أن تقوم به، إذا كانت لازالت تعتبر نفسها مهنة. ماذا وإلا هناك قانون في البلد، والساهرون على تطبيقه يعرفون ما الذي يجب فعله بتحديد التحديد. إنتهى الكلام، وانتهى معه هذا اللعب الصغير بنار لن تحرق اللاعبين بها وحدهم بل ستحرقنا جميعا إذا ما استستهلنا عديد الأشياء