تحت إجراءات أمنية مشددة، انطلقت أمس الإثنين عملية انتخاب المكتب المسير لجماعة "سعادة" . وانتهت العملية وفق المخطط وأفرزت مكتبا يتشكل من خليط من الأحزاب، يتربع على دفة قيادته أحمد الطالبي المتدثر بعباءة"الجرار"، فيما توزعت باقي المواقع على شتات من مختلف الطيف السياسي يتوزعون على الحركة الشعبية والتقدم والإشتراكية وحمامة الأحرار، بالرغم من أن المنافس على الرئاسة محمد لعميم قد دخل غمار المنافسة متسربلا برمز التجمعيين. وآلت الرئاسة للطالبي ب20 صوتا، فيما اكتفى منافسه ب14 صوتا فقط مع صوت ممتنع، بعد أن خسر إخوان بنكيران الأغلبية التي تمكنوا من حشدها عقب الإستحقاقات الجماعية وبوأت مرشحهم كريم عبدون منصب الرئاسة، قبل أن تقضي الهيئة القضائية ببطلان النتيجة وتفرض إعادة إجراء انتخاب المكتب المسير. وفضل البيجيديون دخول غمار الإعادة من موقع الداعم لمرشح الأحرار محمد لعميم الذي كان يتولى منصب النائب الأول، دون ان تنفع كل مجهودات الدعم التي قدمها الرئيس السابق عبدون في انتزاع الأغلبية، ليخرج وأتباعه من حلبة التباري بخفي حنين. إعادة الإنتخابات جاءت بناءا على قرار محكمة النقض بالرباط بتأييد قرار محكمة الإستئناف الإدارية بمراكش القاضي ببطلان انتخاب الرئيس الإسلامي والمكتب المسير للمجلس الجماعي سعادة والحكم بإعادة العملية الإنتخابية من جديد لتشكيل مكتب مسير جديد، على خلفية طعن معارضة الأمس وأغلبية اليوم في قانونية الإنتخابات لما وصفته "بتهريب الإجتماع الذي تقرر عقده بمقر الجماعة مثلما هو مثبت باستدعاءات حضور الأعضاء إلى مقر المركب الثقافي الذي يبعد عن مقر الجماعة بحوالي 500 م" وبالتالي الدفع بخرق القانون والمطالبة بإعادة انتخاب المكتب المسير لهذه الجماعة.