لا داعي إلى أن يتعجب الآباء أو المسؤولون عن رعاية طفل وتربيته بالنصائح التي ستقدم في هذه المادة، وستبدو لأول وهلة غريبة بل وعجيبة، لكن لا تنزعج وجربها أولاً، وعليك بقراءة ما بين السطور لكي تفهمها ولا تحكم عليها ظاهرياً وإنما عمليا لترى النتيجة! - عليك أن تكون في علاقتك بأبنائك بمثابة القاضي وأن تأخذ عهدا على نفسك أن تكون حازماً في تعليمهم وتربيتهم. - عليك أن تعمل ب«قانون العواقب الطبيعية» في مواجهة الموقف والتعرض لتداعياته، وفهم مثل هذه القوانين سيساعد في تربية الأبناء بطريقة صحيحة. - لا تقدم لهم النصيحة ولو طلبوا منك ذلك! يلجأ الأبناء إلى طلب النصيحة باستمرار لأنهم مازالوا يفتقدون إلي مسؤولية الاعتماد الكامل علي أنفسهم، فهم يلجأون إلى اقتراض مثل هذه النصائح التي تمكنهم من بناء المسؤولية بشكل كامل بداخلهم وبالتالي حل مشكلاتهم بأنفسهم، فلا تقدم النصيحة من أول وهلة، اترك ابنك لكي يتصرف بنفسه أولاً وإذا لم يستطع وطلبها مرة أخرى، يمكنك تقديمها له «فكلما قَلت العروض السخية للنصائح كلما عظم سخاء الابن في حديثه إليك». - امتنع عن أحاديث الأب لابنه، وعليك بالاتصال بطريقة غير مباشرة معه في بعض الأحيان حتى يتم الاستماع إليك، يمكنك تقديم النصيحة عن طريق شخص يحبه ويثق به وليكن صديقا لأن ابنك لن يستمع إلى نصائحك التي تصدر في صورة تعليمات وستكون النتيجة هي التجاهل. - تقبل شعور الغربة التي يشعر بها الآباء، لأن هذه مرحلة طبيعية من مراحل نمو المراهق والتي تتعلق بهويته الشخصية وميوله لتحقيق الاستقلالية والاعتماد على النفس، فلا تنزعج عندما يبتعد الابن عنك أو يحاول أن يظهر لك أنه ليس بحاجة إليك لأنك تتعرض للنقد إذا حاولت مناقشة ذلك معه. - كن أنانياً، عليك الاعتناء بنفسك وبقضاء أوقات فراغك والاستمتاع بها، وأن يكون لك أصدقاء لأن الابن يلاحظ أبويه في كافة تصرفاتهما ويحاول تقليدهما، فأنت قدوة وليست الأنانية هنا بمعناها الحقيقي السلبي وإنما لتنمى عادات إيجابية لدى ابنك تجعله يدرك كيف يكون اجتماعياً، وكيف يستمتع بالأوقات الحلوة عندما يكبر ويقابل ضغوط الحياة، كما أن الاعتناء بالنفس يساعد على المحافظة علي صحته. - إجعله يمارس القلق ويجربه ولكن بقدر معين حتى يستطيع تحمل مسؤولية نفسه فيما بعد ولكن مع عدم إثقال كاهله بذلك. - الموافقة على التصرفات غير المتزنة، وذلك نتيجة للتغيرات التي يمر بها الطفل أو المراهق علي وجه خاص والتي تتراوح بين تغيرات عاطفية وجسمانية وهرمونية. وتخلق هذه التغيرات صراع داخل الابن لأنه يجمع بين شخصيتين في هذه المرحلة: «شخصية الطفل وشخصية البالغ» ويتأرجح بينهما لذلك يجب تقبل هذه الشخصية المزدوجة. - إتركهم يعبرون عن أنفسهم بالطريقة التي يفضلوها في أوقات معينة من اليوم مثل التي تعطيها لنفسك بعد عناء يوم حافل بالضغوط والعمل (كأن تستمع إلي موسيقى هادئة). أما بالنسبة لهم سيكون الاستماع إلي موسيقى صاخبة أو حتى الصراخ فهذا يهدئ من القلق والصراعات التي توجد بداخلهم. - لا تزعج ابنك بشجارك الدائم معه لانجذابه ناحية الأصدقاء والغرباء أكثر منك، لا تقلق فإن المنزل هو بمثابة المكان الآمن له وهو الذي يمنع إصابته بالإحباط. وتفسير ذلك أن الابن دائماً لديه الشعور بأن صديقه سوف يتركه إذا تجاهله ولم يول له أي نوع من الاهتمام. وانطلاقاً من هذا الشعور أيضا لا يستطيع ممارسة مشاعر الغضب مع صديقه، وعندما يعود إلى المنزل يبدأ في إخراج مشاعره الحقيقية لأنه المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالأمان والراحة.