دبي 5 يوليوز - قالت وسائل إعلام خليجية اليوم الأربعاء إن قطر تواجه المزيد من العزلة واحتمال طردها من مجلس التعاون الخليجي إذا ما جاء ردها على قائمة مطالب تلقتها قبل نحو أسبوعين بشكل غير مرض. ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر والبحرين في القاهرة لبحث رد قطر على 13 مطلبا أرسلتها دولهم لها في مقابل رفع العقوبات التي فرضت عليها الشهر الماضي. ويدور الخلاف حول اتهامات بأن قطر تدعم متشددين إسلاميين منهم جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرتها السعودية والإمارات ومصر جماعة إرهابية. وتنفي قطر دعم الإرهاب وتقول إن الدول العربية تريد التحكم في سياساتها الخارجية. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني أمس الثلاثاء إن رد قطر يأتي في إطار احترام سيادة الدول وإنها أبدت حسن نية ومبادرة طيبة لكنه أكد أنها لن تقدم تنازلات فيما يتعلق بالسيادة. وقال مسؤولون من الخليج إن المطالب غير قابلة للتفاوض وإن فرض المزيد من العقوبات أمر وارد بما فيها "الانفصال" عن الدوحة وهو اقتراح بطردها من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهو منتدى إقليمي للتعاون الاقتصادي والأمني تأسس عام 1981. وقالت صحيفة الاتحاد الإماراتية ذات الصلة بحكومة أبوظبي في افتتاحيتها "قطر تسير وحيدة في أحلامها ومع أوهامها بعيدا عن أشقائها الخليجيين والعرب بعد أن باعت كل شقيق وأخ وصديق، واشترت الغادر والبعيد بأبهظ الأثمان". وأضافت "وهذا ما يجعل كل مواطن خليجي وعربي يريد الخير لهذا البلد يتساءل: متى تهدأ قطر ومتى تعقل؟ لكن يبدو أن هذا التساؤل متأخر جدا، فقد يضطر المواطن الخليجي إلى أن يتهيأ نفسيا لأن يكون خليجه بلا قطر". وقالت بعض الصحف إن تصريحات الشيخ محمد التي أكد فيها على أن بلاده لن تتنازل فيما يتعلق بالسيادة تشير إلى أن الدوحة لن تغير سياستها. وكتبت صحيفة الرياض التي تعكس وجهة نظر الحكومة السعودية في افتتاحيتها تقول "لا نفهم التعنت القطري المبني على مبدأ السيادة التي تكررت في كل رد فعل صدر عن الدوحة". وأضافت "فالمتطلبات الخليجية العربية لم تمس سيادة قطر أبدا، بل إنها طلبت من قطر عدم التدخل في شؤونها الداخلية مما يعني أن قطر هي من مس ت سيادة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وتدخلت في شؤونها". وتشمل المطالب أن تنهي قطر الدعم المالي للجماعات الإرهابية وتغلق قناة الجزيرة التلفزيونية وتقلص علاقاتها مع إيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على أراضيها. وقالت صحيفة البيان في افتتاحياتها إن جميع الدلائل تشير إلى أن قطر "فوق هذا قررت استعداء محيطها مستخفة بالعمل الخليجي المشترك والمنظومة العربية". وتابعت "اختارت الدوحة أن تدخل نفقا مظلما والدول الأربع التي مددت المهلة تصرفت بإيجابية برغم معرفتها مسبقا أنها تواجه دولة تضمر الشر لجوارها". وأضافت "نحن اليوم أمام وضع جديد بعد الرفض القطري وهو رفض لن يمر دون ردة فعل وهذا الرد تتحمل مسؤوليته قيادة قطر لا غيرها". وقال مسؤولون قطريون مرارا إن المطالب شديدة القسوة حتى أنهم يشكون أن الدول الأربع لم تكن حقيقة تعتزم التفاوض معهم بجدية بل تسعى للتحكم في سيادة قطر. وفي الوقت نفسه قالوا إن قطر مهتمة بالتفاوض على حل عادل ونزيه لأي "مخاوف مشروعة" لدول مجلس التعاون الخليجي.