فاز البروفيسور والباحث المغربي عدنان رمال المتخصص في العلوم البيولوجية ، بجائزة الجمور ضمن جوائز المبتكر الأوروبي برسم سنة 2017 عن ابتكاره حول المضادات الحيوية بواسطة الزيوت الأساسية المستخلصة من الطبيعة. وأفاد بلاغ لمركز التواصل الخاص بالمكتب الاوروبي للبراءات الذي يوجد مقره بميونيخ، جنوبالمانيا، بأن البروفيسور رمال تسلم هذه الجائزة في حفل أقيم يوم الخميس بمدينة البندقية بإيطاليا، مشيرا إلى أن الفائز المغربي حصل على أكبر عدد من أصوات الجمهور المعبر عنها عبر الموقع الإلكتروني للمكتب. وأشار المكتب أن هذا الابتكار بإمكانه أن يقوي فعالية المضادات الحيوية الكلاسيكية بفضل الخصائص الطبية الطبيعية للنباتات المحلية، وذلك من شأنه أن يطور العمل على محاربة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. وقال ببينوا باتيستيللي رئيس المكتب الأوروبي للبراءات، إن ابتكار رمال "يقدم وسيلة جديدة للعمل على محاربة تطور المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية الطبيعية"، مضيفا أن هذه الوسيلة " أثبتت أن المضادات الحيوية الطبيعية والزيوت الأساسية يمكنهما الاندماج لمضاعفة مفعولهما". وقال باتيستيللي " لقد استطاع البروفيسور الرمال أيضا بهذا الابتكار المهم أن يساهم بشكل قوي في تطوير المجال الصيدلي لبلده الأصلي المغرب". واختار الجمهور المبتكر المغربي رمال من بين 15 مرشحا عبر عملية تصويت بالموقع الإلكتروني ، إذ حصل على المرتبة الأولى بنحو 119 ألف صوت ، وهو ضعف الرقم الذي سجله الفائز بالجائزة سنة 2016 (56 ألف و700 ) . وقال البروفيسور رمال بهذا الخصوص "حتى قبل أن أكون متخصصا في البيولوجيا، كنت دائما مقتنعا بأن النباتات العطرية تتوفر على خصائص صيدلية فعالة" . وقد انكب البوفيسور رمال على العمل على استعمال الزيوت الأساسية في تقوية المضادات الحيوية منذ تسعينيات القرن الماضي ، وخلال مدة اشتغاله بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس حاز على براءة اختراع أوروبية سنة 2014 . وقال رمال " بما أنني أعلم أن الأمراض الالتهابية هي الأكثر فتكا في العالم، خاصة في الدول السائرة في طريق النمو، فقد خصصت كل أبحاثي لهذا المشكل". وقد عبر رمال عن مدى تطلعه إلى زرع أولى بذور هذا العمل الصيدلي في المغرب. وهذا الابتكار ، وفق المكتب الأوروبي ، قادر على تقوية المضادات الحيوية ، إذ يوجد حاليا في المراحل الأخيرة للدراسة الإكلينيكية ليصير متوفرا في السوق نهاية سنة 2017 . وقد حصل المبتكرون ضمن أصناف "الصناعة" و "المقاولات الصغرى والمتوسطة" و"البحث" و"الدول غير الأعضاء بالمكتب الأوروبي للبراءات" و"الأعمال ذات الاستمرارية " على جوائز مماثلة إذ تم اختيارهم من قبل لجنة متخصصة ، في إطار النسخة الثانية عشر للجائزة التي ينظمها المكتب الأوروبي للبراءات سنويا بهدف مكافأة المبتكرين المتميزين بأوروبا والعالم. حضر حفل توزيع جوائز المبتكر الأوروبي الذي أقيم بالمعلمة التاريخية دار ترسانة البندقية ، قرابة 600 شخصية من عالم السياسة والأعمال والثقافة والعلوم ، خاصة منهم وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي كارلو كاليندا.