اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق (إف بي آي)، بتسريب المعلومات، بعد يوم من إدلاء جيمس كومي بشهادته التي اتهم فيها ترامب بمحاولة وقف تحقيق والكذب بشأنه وشأن مكتب التحقيقات. وفي أول تعليقات بعد جلسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ أمس الخميس 8 يونيو 2017 قال ترامب في تغريدة "رغم البيانات الزائفة والأكاذيب الكثيرة والتبريرات الكاملة الشاملة.. كومي مسرب!". ورغم هذا الانتقاد لكومي إلا أن ترامب اعتبر شهادته "إثباتاً كاملاً" لروايته، بعد أن قال كومي أن الرئيس "ليس موضع تحقيق في قضية التدخل الروسي في انتخابات العام الماضي". وكان كومي أقر خلال شهادته بأنه طلب من أحد أصدقائه تسريب مذكرات تتضمن تفاصيل لقاءاته مع ترامب لأحد الصحافيين. وتابع كومي "أعتقد أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تعيين مدع خاص". وتحقق ذلك بالفعل، إذ بات مدع خاص يشرف على التحقيق حول التدخل الروسي. وكان كومي قد قال في شهادته إنه "ليس لديه أدنى شك بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الأميركية"، في نوفمبر 2016، إلا أنه "يثق أيضاً في أن هذا لم يكن عاملاً حاسماً في تغيير نتيجة الانتخابات". واتهم المسؤول الأميركي السابق، إدارة الرئيس ترامب، بترويج الأكاذيب للتشهير به، وبمكتب التحقيقات الفيدرالي، حسب وسائل إعلام محلية. وأضاف "كومي" في رده على أسئلة بهذا الخصوص، خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأميركي، اليوم: "أنا متيقن من أنه لم يكن هناك تلاعب أو تزييف في بطاقات الانتخابات، إلا أن القراصنة الروس استهدفوا المئات، وربما الآلاف من الوثائق لدى الهيئات الحكومية الأميركية، والمنظمات غير الهادفة للربح". ولفت إلى أن "الرئيس الأميركي لم يطلب مطلقاً وقف التحقيق بشأن التدخل الروسي". وقال "عندما غادرت منصبي كمدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي، لم أرَ أي مؤشر على أن القرصنة الروسية المزعومة أثرت على نتيجة الانتخابات، التي فاز فيها ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة (في نوفمبر 2016)". وتابع "قمت بتسجيل فحوى محادثاتي مع ترامب لأنني شككت أنه قد يكذب بشأنها لاحقاً". وأكد أن ترامب طلب منه وقف التحقيق حول ارتباط الجنرال مايكل فلين، المستشار السابق للأمن القومي، الذي أقيل في فبراير الماضي لإخفائه حقائق بخصوص محادثاته مع السفير الروسي لدى الولاياتالمتحدة، سيرغي كيسلياك. وأضاف أن ترامب قال له خلال لقاء على انفراد بالبيت الأبيض، في 14 فبراير "آمل أن تجد طريقة لوقف هذا، لنترك فلين وشأنه، إنه رجل صالح". وروى كومي أيضاً تفاصيل عشاء بالبيت الأبيض، في 27 يناير الماضي، قال فيه ترامب: "أنا بحاجة للولاء، أنتظر الولاء" في طلب وصفه كومي ب"المبهم" في وقت يجري فيه التحقيق حول تواطؤ محتمل بين أعضاء في فريق ترامب وروسيا خلال حملة انتخابات 2016 الرئاسية.