بعد أن تربع الشاب إيمانويل ماكرون على رأس بلاد الأنوار، وأصبح ينظر إليه باعتباره القاطن الجديد لقصر الإيليزي، الذي سيضح دماء شابة في شرايين فرنسا العجوز، توجهت الأنظار بشكل أوتوماتيكي، نحو الجنوب، وبالضبط في بلاد الجزائر، حيث أصبحت المقارنة تفرض نفسها على الجميع، بين صورة شاب يمتلئ حيوية ونشاطا، وعجوز مقعد يتمسك بكرسي الرئاسة لآخر العمر. بدون مقدمات وبدون أن يكون للمغرب دخل في الموضوع، توجهت كل التعليقات إلى هذه المقارنة، بين مشهد الرئيس الذي جيء به للتصويت على كرسي، وشاهد العالم كيف أنه لم يستطع حتى وضع ورقة التصويت في الصندوق، وبين المرشح الشاب، الذي لم ينه بعد عقده الرابع، والذي أصبح رئيسا لفرنسا..مقارنة بين المقعد الذي يتمسك بعهدة خامسة، وبين الشاب، الذي يتحدث عن خمس سنوات من الحكم فقط، دون أن يتحدث حتى على إمكانية الحكم لعهدة ثانية. في برنامج تلفزي أعقب الانتخابات الفرنسية على قناة "فرانس 24" صادف أن كان الضيوف من الجزائر، وبالطبع أصبح الحديث هو هذه المقارنة بين الرجلين، حيث كان المنتقد يتحدث بمرارة وهو يصف مشهد بلده المذل، بينما كان المدافع عن الرئيس الملهم، يجد صعوبة في الإقناع، ويتحدث بمرارة داخلية محاولا تمويه الحديث. هذا البرنامج لم يكن الوحيد الذي تناول هذه المقارنة، فالعديد من الجزائريين والمثقفين العرب توقفوا كثيرا عند هذه المقارنة، وكان آخر هؤلاء الباحث والحقوقي الجزائري الدكتور أنور مالك، الذي وجه انتقادات لاذعة للنظام الجزائري، لافتا إلى أن الجزائر "يحكمها بوتفليقة وعجزة بلغوا أرذل العمر، وأن فرنسا العجوز أصبح يحكمها شاب"، وذلك على إثر فوز "إيمانويل ماكرون" البالغ من العمر 39 عاما بانتخابات الرئاسة. وقال مالك في تدوينات له عبر حسابه بتويتر:"عايشت 4رؤساء لفرنسا رابعهم ماكرون عمره 39عاما في حين مازال بوتفليقة على كرسيه الذي صار متحركا يحكم دولة تزعم أنها جمهورية وديمقراطية وشعبية!". وأضاف في تغريدة أخرى: "جمهورية فرنسا العجوز صار يحكمها شاب دون الأربعين من عمره وجمهورية الجزائر التي أغلبها شباب يحكمها عجزة بلغوا أرذل العمر فأوصلوها إلى أنذل حال. كما أكد الإعلامي الجزائري والمذيع بقناة "الشروق"، قادة بن عمار أن "القابلية للذل" أصبحت عقيدة سياسية لدى النظام، مشددا في الوقت نفسه على أنه على الرغم من ذلك لا يجب السكوت على "التفاهات" التي يطلقها البعض ضد الجزائر. وقال بن عمار في تدوينات له عبر حسابه بتويتر:"ليس بسبب تحول "القابلية للذل" إلى عقيدة سياسية رسمية لدى النظام في بلادنا، يجب السكوت عن كل التفاهات التي يطلقها البعض ضد الجزائر !!".
وتساءل في تغريدة أخرى مستنكرا تصريحات الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس: "من قال إنهم لا يملكون برنامجا .. برنامجهم منذ "الاستقلال" هو "احتلال" السلطة !!".