مكناس/17 أبريل 2017 (ومع) بافتتاح الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس يوم الثلاثاء، يكون الملتقى قد كرس 12 سنة لخدمة قطاع استراتيجي يعد أحد رافعات الاقتصاد الوطني، وعزز حضوره كموعد سنوي هام يخصص للاطلاع على آخر المستجدات التي شهدها القطاع محليا ودوليا، وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الفاعلين المغاربة والأجانب. وتشكل هذه التظاهرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 23 أبريل الجاري، مناسبة لأزيد من 1200 عارضا يمثلون أزيد من 60 دولة، للتبادل بشأن آخر المستجدات والابتكارات التي شهدها القطاع الفلاحي، ودراسة سبل تطوير التعاون بين مختلف الفاعلين والمتدخلين به. وقد ساهم هذا الحدث ذو الإشعاع المحلي والدولي، منذ انطلاقه سنة 2006، في تطوير الفلاحة المغربية، التي شهدت على مدى سنوات تقدما كبيرا على كافة المستويات ، خاصة وأن هذا القطاع يمثل أزيد من 16 في المائة من الناتج الداخلي الخام و40 في المائة من فرص الشغل. وحققت هذه التظاهرة ، التي تعد الأولى من نوعها على الصعيد القاري، أرقاما قياسية خاصة على مستوى عدد العارضين والزوار والدول المشاركة والندوات الموضوعاتية، علاوة على الجمعيات والتعاونيات المشاركة. وانتقل عدد التعاونيات التي شاركت في الملتقى من 25 تعاونية خلال دورته الأولى، إلى 300 في دورة 2016، مع تنوع أكثر في المنتجات المعروضة ودينامية تجارية غير مسبوقة. كما وصل عدد العارضين في دورة 2016 إلى 1230 عارضا يمثلون 63 دولة، وهي الدورة التي استقطبت مليون زائر على مدى ستة أيام، مما ساهم في خلق دينامية تجارية كبيرة شهدتها أقطاب المنتجات المحلية والمعدات والآلات التي حققت على سبيل المثال، حوالي 65 في المائة من رقم معاملات البيع المسجل بالملتقى. ويعكس اختيار هذه الدورة لشعار " النشاط التجاري الزراعي وسلاسل القيمة الفلاحية المستدامة " التطور الذي طرأ على سوق الصناعة الغذائية، خاصة في ارتباطها بمخاطر الأمن الغذائي لا سيما بالقارة الإفريقية، واعتماد التسويق الغذائي كنموذج بديل في صلب السياسات الفلاحية بدول الجنوب. أما في المغرب، فقد ساهمت البرامج التي تم إطلاقها في إطار مخطط المغرب الأخضر في إرساء نموذج تنموي يقوم على تشجيع صغار الفلاحين، بهدف تعزيز اندماج مجموع الفاعلين في السلسلة الفلاحية، وفق مقاربة شمولية تمكنهم من تطوير أساليب العمل وتسهيل الولوج إلى الأسواق. ويضم الملتقى تسعة أقطاب، هي قطب الجهات ال12 للمملكة، وقطب المستشهرين والمؤسسات المساندة، والقطب الدولي، وقطب المنتجات الفلاحية، وقطب المستلزمات الفلاحية، وقطب الطبيعة والبيئة، وقطب المنتوجات المحلية، وقطبي تربية المواشي والآلات والمعدات الفلاحية. وعشية انطلاق الملتقى، ستنظم المناظرة الوطنية التاسعة للفلاحة حول موضوع "إمدادات الماء، الفلاحة والأمن الغذائي" أو ما يسمى "الذهب الأزرق"، وستعرف حضورا مميزا لرئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس جمهورية غينيا السيد ألفا كوندي الذي سيلقي خطابا في افتتاح أشغالها. وستنكب هذه المناظرة على التعريف بمدى تقدم مخطط المغرب الأخضر ومنجزاته، وهو المخطط الذي جعل، منذ الإعلان عنه سنة 2008، من الاستعمال العقلاني للموارد المائية أولى أولوياته، وذلك من خلال إبراز أهمية الاستعمال المستدام للماء كأحد أهم التحديات العالمية بالقرن الواحد والعشرين، مع العلم ان 70 في المائة من المياه العذبة في العالم تخصص للإنتاج الفلاحي، بالاضافة الى تزايد الطلب العالمي على الماء المخصص للفلاحة بحوالي 20 في المائة في أفق 2050. ويرتقب أن يشارك في فعالياتها حوالي 15 وزيرا للفلاحة، خاصة موريزيو مارتينا وزير السياسات الفلاحية والتغذية والغابات بإيطاليا التي تعد ضيف شرف هذه الدورة، وإيزابيل غارسيا طيخيرينا وزيرة الفلاحة والتغذية والبيئة بإسبانيا، إلى جانب مشاركة متميزة للوزراء الأفارقة، وفي مقدمتهم وزير الفلاحة النيجيري أودو أوغبه، ووزير الفلاحة الإثيوبي تيفيرا ديريبو.