تواصلت بعدة مدن بدءا بتنغير والراشيدية وزاكورة والدارالبيضاء وفاس، موجة من الاحتجاج والتنديد لوفاة الطفلة «إيديا» يوم الثلاثاء الماضي، نتيجة الإهمال والتهميش وغياب التجهيزات بالمؤسسات الاستشفائية العمومية بالمنطقة. ونظم المجتمع المدني، والمئات من ساكنة هذه المدن يوم أول أمس الأحد وقفات ومسيرات حاشدة، رددت خلالها شعارات تضامنية واستنكارية من أجل الطفلة «إيديا»، من بينها «إيديا شهيدة الإهمال»، «إيديا في قلوبنا»، «أطفال تنغير في خطر»، «أين وعود وزير الصحة»، والمطالبة بالحق في الحياة والعيش في ظروف صحية سليمة. وقد أعادت هذه الشعارات إلى الواجهة، ما يعرفه الإقليم والجهة من اختلالات في الخدمات الطبية وضعف التجهيزات الطبية، فولوج المواطنين والمواطنات إلى عدد المستشفيات يظل محدودا، حيث يضطرون لقطع مئات الكلومترات من أجل الاستشفاء في ظروف بدائية. وخلال هذه التظاهرات والوقفات، تعددت مطالب المشاركين فيها، من بينها ضرورة الإسراع لإخراج مدينة تنغير ونواحيها من العزلة والإهمال الذي طالها على مر عقود من الزمن، هذا بالرغم من الصرخات المتوالية، ورغم النداءات التي ما فتئ سكان المنطقة يطلقونها بين الفينة والأخرى. كما أكد المشاركون عزمهم على الاستمرار في نضالاتهم والإحتجاج بشتى الطرق السلمية من أجل إعادة الاعتبار للمنطقة وتوفير الأطر الطبية والاختصاصات الطبية سواء في المستشفى الإقليمي أو في المستشفيات والمراكز الصحية بباقي تراب الإقليم، خاصة أن إقليم تنغير يعتبر في عرف الأطر الصحية منطقة تأديب أو عبور لا غير، كما أن ضعف التغطية الصحية للمواطنين والمواطنات الذين يعانون أصلا من نسب عالية من الفقر والهشاشة، يعد الأعلى وطنيا.