أكد الملك محمد السادس، أن إفريقيا منظمة ومتضامنة، قائمة على حكامة ناجعة، قادرة على توفير المنافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تتطلع إليها شعوبها بكل مشروعية، وذلك في رسالة وجهها إلى المشاركين في ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة، الذي نظم بمراكش تحت الرعاية السامية للملك. وقال الملك محمد السادس في رسالته إلى أن الحكامة المثالية بالنسبة لإفريقيا، يجب أن تستند على مجموعة متانسقة وناجحة من التجارب الخارجية وملائمتها مع السياق الإفريقي، وعلى طرق عمل داخلية متجددة، وممارسات مبتكرة على المستوى القاري. الملك محمد السادس أشار في ذات الرسالة إلى أن البلدان الإفريقية ملتزمة بالقيم الكونية، غير أنها لايمكن أن تقبل باستيراد أوفرض نماذج جاهزة للحكامة، لكونها نتاج تراكمات تاريخية محددة، ومسارات خاصة. وقال الملك في هذا الصدد إن إفريقيا تمتلك آليات تضامن متأصلة فيعا، وممارسات عريقة، ليس من العدل تجاهلها، بل ينبغي فقط تحديثها وتعديلها. وأضافت الرسالة الملكية إلى أن «إفريقيا اليوم، قادرة بوسائلها الخاصة، على إبداع قواعد عمل ومخططات تنظيمية مبتكرة، من أجل شعوبها، وإذا أردنا أن ندعم التعاون البيني الإفريقي بالوسائل اللازمة لبلوغ هذا الهدف الاستراتيجي، فلا بد لنا من تبادل تجاربنا وخبراتنا، ومن الاستثمار الأمثل لنقاط التكامل بيننا.". وتابع الملك محمد السادس في ذات الخطاب الموجه إلى المشاركين في ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة أن التوجه الذي اعتمدته المملكة في عملها، منذ عدة سنوات من خلال تعاونها مع شركائها المتعددين في إفريقيا وهو ما تجسده مصادقتها على العديد من اتفاقيات التعاون، وفتح جامعاتها ومعاهدها في وجه الطلبة الأفارقة، وتفعيل مجموعة من المبادرات الهامة على المستويين الثنائي والإقليمي، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة وبنيات الإنتاج والخدمات، إضافة إلى التنمية البشرية وأضاف محمد السادس أن أولوية المملكة ترتكر على تشجيع سلاسل القيم، إقليما ودعمها باستثمارات جديدة، وتحديد الأولويات، وبلورة هندسة مالية مبتكرة وتدابير مواكبة ومناسبة وفي ختام الرسالة الملكية قال محمد السادس أن إفريقيا لاتشكل أي تهديد، لا لذاتها ولا لغيرها. بل على العكس من ذلك، فهي تشكل فضاء للتنمية المستدامة الواعدة، ومجالا منفتحا على كل الشراكات" للاشارة إلى أن ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس يسعى إلى طرح التحديات التي تواجه القيادة في القرن21 ومناقشة التحديات المقبلة والفرص السانحة أمام القارة الإفريقية. ويشكل هذا الملتقى احتفالا سنويا بارزا تقيمه مؤسسة محمد إبراهيم كل سنة في مدينة إفريقية. بحيث سبق وتناول مواضيع همت «نماذج التغير الحضري الإفريقي» و« إفريقيا في السنوات الخمسين المقبلة» و« الشباب الإفريقي و«الزراعة الإفريقية»