كانت حلقة قوية ومتميزة تلك التي استضاف فيها محمد التيجيني عائشة الشنا، الفاعلة الجمعوية في القطاع النسوي ورئيسة جمعية التضامن النسوي في برنامجه الحواري على القناة الأولى، للحديث حول قضايا المرأة، في مختلف تجلياتها. قوة الحلقة برزت في الروايات التي قدمتها عائشة الشنا لأمهات عازبات وأطفال متخلى عنهم، وتميزها تجلى في بساطة الشنا، وهي تتحدث عن شعورها تجاه تلك الفئة التي مازالت «منبوذة» من طرف المجتمع، بعد تجربة 57 سنة من العمل التطوعي. كل هذا جعل محمد التيجيني، مقدم البرنامج، غير قادر على التحكم في الحوار، حيث صرح بذلك على المباشر، مخاطبا الشنا: «أنا دايما ما كنخليش الضيف يهضر بزاف، بل كنقاطعو، لكن يمكن لأول مرة ما قدرتش نتحكم في الحوار بسبب قوة التصريحات اللي كنسمعوها جميع». واعتبرت الشنا أن الحكومة السابقة لم تقم بأي شيء يذكر للأمهات العازبات ولأطفالهن، فمازالت معاناتهم مستمرة، لذلك ترى أنه من الضروري الاجتهاد في تغيير القوانين التي تكفل لهم، أي للأمهات والأطفال، حياة سوية، خصوصا إذا علم الجميع، حسب الشنا، أن 24 رضيعا يرمون في الشارع كل يوم، من بين 129 رضيعا بدون هوية. فالتربيةالجنسية هي المدخل الرئيسي لتفادي العديد من المشاكل الجنسية، لذلك تناشد الشنا الحكومة بضرورة تخصيص دروس خاصة بالتربية الجنسية كوقاية من المشاكل في المناهج الدراسية، مشددة، أكثر من مرة، على أن الإجهاض ليس الحل الأنجع لمشاكل الاغتصاب، لكن صرحت بعد ذلك أنه من حق المرأة أن تختار الإجهاض إذا كان هذا الأخير السبيل لتفادي العديد من المشاكل الاجتماعية، قائلة: «فأنا مع الإجهاض وبالمجان، لكن في حالات استثنائية». وعلى عكس ما يروجه المتطرفون عن عائشة الشنا، فهي لم تشجع يوما على فكرة المعاشرة الجنسية خارج إطار الزواج، لذلك توجهت للفتيات وللنساء بالقول: «بارك من بغيني نبغيك.. وأنا كنحرش لبنات على لولاد، وخاصهم يشدو يديهم على لبنات حتى يديرو لكحل في لبيض». وانتقدت الشنا حلقة الحب »زواج الوقت»، التي بثت على القناة الثانية الأحد المنصرم، معتبرة أن «داك الشي غريب على المجتمع المغربي، فلا أحد يقبل أن تخبره ابنته بأنها مارست الجنس مع زميلها»، مؤكدة بصريح العبارة: «أنا ماشي مع الحرية الجنسية وإنجاب أطفال لرميهم في الشارع، أنا مع التربية الجنسية ومع تحمل المسؤولية في العلاقة».