فضل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، عدم الرد القوي على الهجومات اللاذعة لعبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة المعين. وابتعد الكاتب الأول للاتحاد عن لغة التصعيد، معتبرا أن انتقادات وهجومات ابن كيران «كانت خرجت من فم أمين عام العدالة، وليس رئيس الحكومة الذي عينه الملك وكلفه بتشكيل الحكومة». لشكر في حديث مع مجموعة من وسائل الإعلام عقب الجلسة الصباحية من الندوة الدولية التي عقدها الفريق الاشتراكي بمجلس النواب في موضوع «التعاون وقضايا الأمن والتنمية في دول غرب إفريقيا» أمس الخميس، اعتبر أن ما قاله ابن كيران في دورة المجلس الوطني العادية يوم السبت الماضي في مدينة بوزنيقة، يعد أمرا عاديا، يقوم به الأمناء العامون للأحزاب السياسية في مجالس أحزابهم الوطنية. واعتبر كبير الاتحاديين أن على عبد الإله ابن كيران في حال رفض مشاركة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في التحالف الحكومي المقبل، أن يبلغه للكاتب الأول للحزب بصفة رسمية، «على ابن كيران، في هذه الحالة أن يستدعيني ليخبرني بأن الاتحاد الاشتراكي غير مرغوب فيه في الحكومة، وأن ابن كيران يتوفر على أغلبية، ما عدا ذلك فأنا أعتبر أن ما قاله ابن كيران هو موقف غير رسمي». وكان عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المعين قد اعتبر في دورة برلمان حزبه يوم السبت الماضي، أن المنطق «الدستوري أو السياسي، لا يجعل من المستساغ أن يصبح حزب لم تسعفه نتائجه الانتخابية يدعو إلى القفز على الدستور، ويوقف مسار تشكيل الحكومة ويهدد بأن الحكومة إما أن تكون به أو لا تكون، ويطرح نفسه كحزب ذي كفاءات لا يمكن أن تستقيم الحكومة إلا بها، خصوصا في التوجه الإفريقي للدولة حاليا»، في إشارة مبطنة للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ودعا ابن كيران في سلسلة هجوماته القوية، على الاتحاد الاشتراكي، الكاتب الأول إدريس لشكر إلى التواضع مضيفا أنه «لشكر حصل على عشرين مقعدا، وكان يتلاعب أثناء المشاورات السياسية، مضيفا أن بعض الجهات الحزبية التي خسرت الانتخابات لم تسلم بالهزيمة، وتداعت على مايبدو إلى اجتماعات حاولت اقتراح تخريجات غير دستورية، تقطع الطريق على تعيين الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيسا للحكومة، باعتباره الحزب المتصدر والاتفاق المسبق على تكوين أغلبية نيابية، بعيدا عن المنطق الدستوري والذي يقتضي تسهيل مأمورية الحزب المتصدر للانتخابات، بدل اللجوء إلى أساليب غير دستورية لعرقلة وتأخير تشكيل الحكومة». والظاهر أن لقاء ابن كيران مع إدريس لشكر، أصبح مستعبدا في الوقت الراهن بعدما حصر ابن كيران، مشاوراته مع كل من عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار وامحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، بعدما رفض بالمطلق مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة المقبلة، بعد حصوله على رئاسة مجلس النواب