بعد غرقه منذ ثلاثة أيام، تمكنت عناصر الوقاية المدنية بالمحمدية في حدود الساعة الخامسة زوالا أول أمس (الخميس)، من انتشال ضحية الشهامة الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ شخص كان على وشك الغرق بشاطئ لافاليز بالمحمدية، المعروف بخطورة أمواجه وهو غير صالح للسباحة. الضحية المتحدر من مدينة المحمدية، كان في جولة بشاطئ لافاليز رفقة زوجته زوال يوم الثلاثاء الماضي، حين استرعى انتباهه شخص أسفل الصخور وهو يقاوم الأمواج العاتية، محاولا التشبث بالصخور في المنحدر، مما جعل الضحية ينزل إلى أسفل جرف الشاطئ، لتقديم المساعدة للشخص العالق. تمكن الضحية بجهد جهيد من انتشاله ووضعه فوق صخرة كبيرة، لكن موجة كبيرة جرفته نحو مياه البحر فحاول مقاومتها لأزيد من خمس دقائق أمام أنظار زوجته وبعض المواطنين، قبل أن يختفي في أعماق البحر، بعد أن خارت قواه، واحتمال ارتطام رأسه بصخرة أفقده الوعي. وبعد لحظات على غرقه، طفت جثته عدة مرات وسط الصخور لكنها كانت تختفي في لمح البصر بسبب قوة الأمواج وعلوها، كما أن هيجان البحر حال دون غطس عناصر الوقاية المدنية لانتشال جثة الضحية، وظل أملهم الوحيد هو عودة الهدوء إلى البحر، بحيث تمكنت زوال يوم الخميس من انتشال الجثة وإيداعها مستودع الأموات بمستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية . وأفاد بعض المواطنين أن الضحية الذي كان يشتغل قيد حياته بحريا بمدينة المحمدية، كان معروفا بشهامته، فقد سبق له مرة أن غامر بحياته، وولج منزلا كانت النيران تلتهم كل الغرف بداخله، وتمكن من إنقاذ أحد ساكنته بعد أن ظل الجميع يتفرج على الوضع قبل حلول رجال الإطفاء.