أمام الاهتمام الدولي المتزايد بالخبرة التي راكمها المغرب في مجال التصدي الاستباقي للأعمال الإرهابية، صدر عن الفريق الدولي للدراسات العابرة للأقاليم والأقاليم الصاعدة «إي ي أس» بطوكيو كتاب باللغة اليابانية يحمل عنوان «الحرب ضد الإرهاب وتجربة التعاون الأمني المغربي الأوروبي». ويتناول الكتاب، الذي ألفه الأساتذة المصطفى الرزرازي «المغرب» وكي ناكاغاوا وماتسوموتو شوجي «اليابان»، موضوع حرب المغرب ضد الإرهاب والتطرف من خلال تتبع ظاهرة العنف الجهادي منذ منتصف الثمانينيات، إلى حين ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية». ويدرس الكتاب تجربة المغرب في مكافحة التطرف والإرهاب، سواء من خلال إصلاح منظومته الحقوقية والأمنية ورفع وتيرة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، أو من خلال إعادة هيكلة الحقل الديني على أساس الانفتاح والتسامح والتجديد، مع الحرص على التصدي للتطرف بعقيدة أشعرية سنية معتدلة، مدعومة بمؤسسة إمارة المؤمنين كراعية للأمن الروحي للمجتمع. وخصص المؤلفون قسما من الكتاب لتحليل عقيدة التعاون الأمني، التي اختارها المغرب مع عدد من الدول الغربية والعربية والإفريقية والأسيوية. وخلص الكتاب إلى أن مزاوجة المغرب بين مقاربته الاستباقية في التصدي للتهديدات الإرهابية وبين رفع درجة المتابعة الاستخباراتية لنشاطات الشبكات الإرهابية، كانا بالمرصاد لوقوع عدد كبير من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف دولا أوروبية. ويرى مؤلفو الكتاب، أن المغرب كان سباقا إلى رسم معالم الدبلوماسية الأمنية في العالم المبنية على عدم شرطية التنسيق والتعاون الأمني، ثم من خلال تقديم الدعم المعلوماتي والاستراتيجي للدول الصديقة، وربط الأمن القطري بالأمن الإقليمي. ويأتي الكتاب ضمن سلسلة من الأعمال التي نشرها الفريق الدولي للدراسات العابرة للأقاليم والأقاليم الصاعدة حول التجربة المغربية في التعاون الأمني ضد الإرهاب والجريمة المنظمة، كان من أهمها الكتاب الأبيض حول الإرهاب الذي صدر باللغات العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية.