أقامت أمس الأربعاء مجموعة من الجمعيات المنضوية في إطار تعاونية، مجموعة من الخيمات وحواجز معززة بفيالق أمنية مرابطة للساحة الكبرى، وهو ما أثار حفيظة نشطاء الحراك الشعبي الذين خرجوا في احتجاج وسط المكان نفسه، في محاولة لمنع اكتساح الساحة من طرف هذه التعاونية، التي تمكنت من الحصول على ترخيص من باشا مدينة الحسيمة، وتنوي تنظيم مجموعة من الأنشطة تقول إنها فنية بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة . ونظرا لكون هذه الخطوة التي أقدمت عليها هذه التعاونية، التي سبقت أن اشتكت من تردي الأوضاع نتيجة الاحتقان الاجتماعي الذي تعرفه المنطقة، جاءت في سياق الاحتجاجات العارمة التي أخرجت عشرات الآلاف من المواطنين وخصوصا الشباب منهم عقب الوفاة الدراماتيكية للشهيد محسن فكري، فإن القراءة التي استقر عليها المزاج العام بالحسيمة، هو وجود نية لدى السلطات للبحث عن الذرائع من أجل التدخل لوضع حد لهذه الاحتجاجات إذ تدخلت العناصر الأمنية لفض اعتصام للمتظاهرين بالساحة الكبرى، وهو التدخل الذي انتهى بفض اعتصام شباب الحراك، الذين انتشروا وتفرقوا في أحياء وسط المدينة. وعلم الموقع أن عناصر الأمن بالزي المدني انتشروا بقوة وسط المدينة في تعقب لنشطاء الحراك، الذي يوجد من بينهم من صدرت أوامر باعتقاله، كما سبق أن صرح في خرجة إعلامية له على المباشر الناشط ناصر الزفزافي، الذي قال إنه من بين المطلوبين. وأكد مصدر مطلع، أن ما لا يقل عن أربعة أشخاص قد تم اعتقالهم دفعة واحدة قرب مقر المياه والغابات بالحسيمة. وحسب شهود عيان، فإن هؤلاء تم اقتيادهم لسيارات الشرطة، ويجهل فيما إذا جرى وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية، أو تم تسريحهم فيما بعد. كما أشارت مصادر متفرقة إلى احتمال أن تكون هناك اعتقالات أخرى وسط المتظاهرين، الذين كانوا قد انطلقوا في مسيرة عبر شارعي عبد الكريم الخطابي ومحمد الخامس، قبل أن تلاحقهم الأجهزة الأمنية، حيث أكد شهود عيان أن الاعتقالات بالعشرات طالت المشاركين في اعتصام أمس. وجرت منذ ليلة اليوم الخميس اعتقالات بشتى الأزقة والشوارع، بدءا من التدقيق في الهويات، والاستنطاقات المباشرة للمواطنين. كما قامت القوات الأمنية بمدخلي المدينة بتوقيف العربات التي تخرج من الحسيمة، بحثا عن نشطاء محتملين. وفي اتصال مع مسؤول طبي، أكد أن أحد الجرحى لازال بالمستشفى الإقليمي بالحسيمة، قيد العلاج فيما آخر قد غادر المستشفى بعد تلقيه للإسعافات الضرورية، فيما أكد مصدر أن المصابين بالعشرات، وأنهم يخشون الالتحاق بالمستشفى للعلاج، مخافة أن تعتقلهم الأجهزة الأمنية.