في مشهد وطني جميل عميق بالدلالات، وبداخل ضريح دافيد بن باروخ بتارودانت، غنى يوم أمس مئات اليهود المغاربة المقيمين بداخل وخارج الوطن، المقطوعتين الغنائيتين «صوت الحسن» و«لعيون عيني»، تعبيرا منهم على الاستمرار في الارتباط بوطنهم وبقضاياه المصيرية. بكثير من الحماس، رددت الحناجر المقطوعتين المعزوفتين من قبل فرقة غنائية يهودية اختارت بتنسيق مع المنظمين، إطلاق هذه الملاحم الغنائية الوطنية لحظة دخول الوالي زينب العدوي للضريح رفقة الوفد الرسمي المرافق لها، معلنة بقدومها انطلاق الاحتفالات الدينية «هيلولة». التي تقيمها الطائفة اليهودية المغربية . كانت عقارب الساعة تقارب الثانية عشرة بعد الزوال، عندما خرج المحتفلون إلى الضريح لاستقبال الوالي العدوي، فكانت تصافحهم واحدا واحدا، نساء ورجالا وسط زغاريد النساء، وهم يقولون: «نحن مغاربة وسنظل مغاربة، الله يرحم الحسن الثاني، وعاش مولاي جلالة الملك محمد السادس». مباشرة بعد المرور على الفرقة الغنائية اليهودية، كانت لحظة الترحم على قبر الحاخام «دافيد بن باروخ هاكوهين» وسط المقبرة المحيطة بالمزار، تم خلاله الدعاء لعموم الشعب المغربي وللأسرة الملكية باللغة العبرية، وهو تقليد دأب عليه المحتفلون. هيلولة اليهود المغاربة، جعلت المغرب محجا للطائفات اليهودية من نقط مختلفة من العالم، أهمها إسرائيل وفرنسا وكندا وأمريكا، يؤكد «ألبير المالح»، حفيد دافيد بن باروخ، المقيم بمدينة الدارالبيضاء، وتشكل، بحسبه، «خير معبر عن السلام ومعبر عن التعلق بالوطن وبملكه، وأن المغرب خلال تاريخه عبر بقوة عن وشائج التعايش والسلام، وكل من يعود للمغرب من اليهود ينبهرون بروح السلام والتعايش». هيلولة، ساهمت في تحريك الاقتصاد المحلي من خلال إقامة معرض للمنتوجات التقليدية وسوق لبيع الدواجن والمواشي والأبقار، يضعها «الكسابة» رهن إشارة المحتفلين الذين يقدمونها هدايا للضريح ولزواره، الذين يتجاوزون 3000 زائر. تصوير: إبراهيم فاضل