في الوقت الذي أعربت فيه اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في اجتماعها الأسبوعي، عن أسفها الشديد لبلاغ وزارة الخارجية، مبرزة أن شباط يتحدث باسم جميع الاستقلاليين، كان موقف حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني، مغايرا فوصف تصريحات حميد شباط، بأنها «تطاول على سيادة واستقلال موريتانيا»، وأن حديث شباط «ينم عن صفاقة وانحطاط إلى قاع الإفلاس السياسي وغياب للرؤية الاستراتيجية لامثيل له تعاني منه نخب مغربية أفلست ووضعت المغرب في عزلة وحالة توتر مع كل جيرانه، ولذلك لفظها الشعب المغربي في كل استحقاق رغم قوة السلطة ونفوذ المال السياسي». ورغم أن حزب الاستقلال دافع عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية للحصول على عضوية الاتحاد الدولي الديمقراطي، الا أن هذا الأخير قرر تعليق كافة أشكال الاتصال مع الحزب المغربي ومنظماته الموازية، إلى "أن يحدد موقفه من المسألة بوضوح، ويعتذر للشعب الموريتاني عن مضامين هذه التصريحات". هذا الموقف جاء ربما ردا على اعتبار حزب شباط أن قيادة الاتحاد من أجل الجمهورية، غير مستقلة، وواقعة تحت تأثير جهة تتوهم أنها تستطيع "تنفيس أزمتها الداخلية باستدعاء الشعور الوطني وتهييجه ضد حزب الاستقلال والمغرب"، وذلك "لكسب المعارك المقبلة من قبيل التعديل الدستوري والانتخابات النيابية والبلدية السابقة لأوانها والتهييء المبكر للانتخابات الرئاسية"، كما تريد أن "تجعل من موريتانيا رأس حربة في يد أطراف إقليمية لمواجهة المغرب". من جانبه أكد رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، محمد جميل ولد منصور، أن وزارة الخارجية المغربية "أحسنت ببيانها الرافض لتصريحات شباط". وأكد ولد منصور في تغريدة على حسابه على تويتر أن "موريتانيا في موقع حساس، وفي منطقة فيها تجاذب لا يصلح لها الا التوازن والبعد عن سياسة المحاور، فلا هذه السياسة تخدمنا، ولا نحن جاهزون لكلفتها". يذكر أن حزب "تواصل" الموريتاني ذو التوجه الإسلامي، أدان كذلك بقوة تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، ووصف تصريحه بأنه "مدان كل الإدانة، مستهجن كل الاستهجان، مرفوض كل الرفض"، مردفا أنه "سيء وخطير ومسيء لعلاقات نسجها الدين والتاريخ وعززتها المصالح المشتركة".