لم يستسغ الشاب العشريني الذي لم يسترخص خلال سنتين من عمر علاقتهما الغرامية، أي غال ونفيس لإرضاء عشيقته العشرينية المتيم بحبها حتى النخاع، أن يظل مغفلا، بعدما تأكدت شكوكه بربطها علاقات مع أشخاص آخرين، ليعقد العزم على الانتقام منها بعد حبكه سيناريو التنفيذ زمانا ومكانا وكيفية. اتصل العشيق بمتيمته التي لم تكن بخيلة في إرضائه حتى الإشباع جنسيا بقدر ما كان يغدق عليها في الإنفاق ماديا، لم تتردد في قبول الدعوة، التقى العشيقان ليلة 13 / 14 غشت المنصرم في الزمان والمكان المحددين كعادتهما، وقبل الانتقال إلى مسرح الجريمة كما هو مخطط له في ذهن العشيق، وفضاء قضاء اللحظات الحميمية بين أحضان عشيقها كما اعتادت على ذلك العشيقة، تناول العشيقان وجبة العشاء في محل لتحضير الدجاج المشوي غير بعيد عن الفندق المصنف بشارع الجيش الملكي بالمدينةالجديدة، حيث دخلا إلى إحدى غرفه كعادتهما دون تسجيل هويتيهما بسجل الفندق بتواطؤ مع المستخدم المكلف بإجراءات الاستقبال. قضى العشيقان عدة ساعات داخل إحدى غرف الفندق، تخللتها ممارسة الجنس كما تعود العشيقان على ذلك طوال عمر علاقتهما. وبعد أن أشبع العشيق على غير عادته وطره جنسيا، فاجأ عشيقته بموضوع خيانتها له مع أشخاص آخرين، مستدلا لها على ذلك بالوقائع الملموسة. وأمام ارتباك العشيقة ومحاولتها دحض ما يتهمها به، أمسك بوسادة وأحكم خنقها بها إلى أن تيقن من موتها. غادر الفندق وترك العشيقة الخائنة التي استنزفته ماليا جثة هامدة ممددة فوق السرير. وكالعادة، وبعد مغادرة نزلاء الفندق، شرع المستخدمون في تفقد ومراقبة الغرف، ليتفاجأ أحدهم بجثة امرأة ممددة فوق سرير إحدى الغرف. وأمام هول الواقعة وما يمكن أن يترتب عن ذلك من مسؤوليات، فكر المستخدم وشركاؤه قبل إخبار الشرطة بالواقعة وخططوا بوضع سيناريو لاستبعاد وفاة الفتاة العشرينية داخل إحدى غرف الفندق، حيث عمدوا إلى حمل الجثة ووضعها فوق كرسي داخل وسط بهو الفندق، وأكدوا لعناصر الشرطة القضائية والتقنية والعلمية أن النزيلة تعرضت لنوبة قلبية عجلت بوفاتها. لكن المحققين ورغم ما ادعاه المستخدمون لدفع الشبهة والمسؤولية عنهم، باشروا أبحاثهم وتحرياتهم بدءا بالتأكد من هوية الهالكة ووجود اسمها مدونا بسجلات نزلاء الفندق، حيث تأكد للمحققين عدم تسجيل اسم الهالكة بسجل الاستقبالات، وآنذاك تركز التحقيق مع المستخدم المكلف بالاستقبالات، بعد الاستماع إلى إفادات باقي المستخدمين بالفندق، حيث كشف عن هوية العشيق الذي قضى الليلة صحبة عشيقته داخل إحدى غرف الفندق بطريقة غير قانونية. وبعد نقل جثة الهالكة إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس لإخضاعها للتشريح الطبي، الذي أمر به الوكيل العام للملك باستئنافية المدينة، كانت عناصر الشرطة القضائية قد تمكنت من إيقاف العشيق بحي وجه عروس. وبعد إخضاعه للبحث التمهيدي، إلى جانب ثلاثة مستخدمين بالفندق، أحيلوا على النيابة العامة التي قررت متابعتهم بعدة تهم جنائية تتعلق ب«القتل العمد مع سبق الإصرار والفساد»، بالنسبة للمتهم الرئيسي والمشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار، وإعداد محل للدعارة بصورة دورية، وعرقلة سير العدالة بمحو آثار الجريمة، وعدم تسجيل أسماء وصفات وتاريخ دخول أشخاص في السجل الخاص بالفندق «بالنسبة للمتهمين الثاني والثالث والرابع». وبعد عدة جلسات من التحقيق التفصيلي، طوت الغرفة الثانية للتحقيق ملف القضية رقم 400/ 16 وأحالته بمستنداته على الهيئة القضائية، التي ستشرع في محاكمة المتهمين الأربعة حسب ماهو منسوب إليهم من التهم. يشار إلى أن الفندق ذاته سبق وأن وقعت داخل إحدى غرفه جريمة قتل مماثلة قبل ثلاث سنوات، حين استقدم موظف كان يعمل بالمكتب الوطني للماء الصلح للشرب بالخنيشات، عشيقته القاسمية التي كان يعتزم الزواج منها، بعد أن تناهى إلى علمه هو الآخر خيانتها له، وقام بتصفيتها داخل الفندق بسلاح أبيض قبل أن يتم إيقافه بالمحطة الطرقية وهو يتأهب للسفر. روشدي التهامي